جلست السيدة العجوز أمام عقار قديم بمنطقة بولاق الدكرور، إذ بفتاة نحيفة قصيرة القامة تطالبها بمساعدتها بعدما روت لها معاناتها، فسمحت لها بتنظيف شقتها بالطابق الأرضي بين الحين والآخر، لكنها لم تدرِ أن نهايتها ستكون على يد من قدمت لها يد العون.
شقة بسيطة بعقار مكون من 3 طوابق بشارع عبد الرحمن هريدي الضيق، كانت تقطن نعمات رشاد، 72 عاما، عُرفت بحسن الخلق وكرم الضيافة "كانت بتعزم أي حد معدي في الشارع يشرب شاي"، يقول عم صلاح، أحد قاطني المنطقة.
لاحظ قاطنو المنطقة تردد فتاة غريبة على منزل العجوز، لكنها كانت تطمئنهم "دي غلبانة عاوزة تاكل عيش"، حيث كانت تقوم "سالي.ر"، 24 عاما، بتنظيف المنزل، وقضاء كافة احتياجات صاحبة الـ72 عاما.
لم ترض الفتاة بالمبلغ التي كانت تحصل عليه من العجوز، وراحت تسرقها، لكن السيدة المُسنة اكتشفت اختفاء بعض الأموال وبسؤالها أنكرت معرفتها بمكانها "دوري عليهم هنا ولا هنا"، لكن الواقعة كانت بداية فكرة شيطانية تخمرت في ذهنها لتستغل مرض مالكة المنزل، فهي بالكاد لا تقدر على الحركة إلا باستخدام "مشاية".
على بعد كيلومترات، يقع منزل "سالي" التي اعتادت أن تستقبل فيه زوجها بعقد عرفي "تامر.س"، 33 عامًا، فأخبرته برغبتها في سرقتها خاصة أنهما يمران بضائقة مالية، فكانت خطته بوضع أقراص مخدرة للعجوز في كوب الشاي، ومن ثم سرقتها أثناء نومها.
ذهبت "سالي" إلى شقة العجوز، وقدمت لها كوب شاب وضعت بداخله أقراص مخدرة بحسب الخطة، إلا أن المُسنة لم تخلد إلى النوم عقب احتسائها له، فأخرجت الفتاة سكينا كانت تخفيه بين طيات ملابسها، لتسدد لها طعنتين نافذتين بالوجه، ثم خنقتها بإيشارب حتى فارقت الحياة.
انتظرت الفتاة وصول زوجها كما اتفقا في ساعة متأخرة من الليل للتأكد من نوم قاطني العقار، تنظر إلى جثة السيدة التي ساعدتها محاولة استيعاب ما حدث، فالخطة لم تكن تتضمن إراقة نقطة دم واحدة، يقطع تفكيرها صوت طرق على الباب، تسرع لدخول شريكها؛ لبدء رحلة البحث عن "الغنيمة".
"150 جنيها، وجهاز ريسيفر، وشاشة تلفاز" حصيلة المسروقات، جمعها الزوجان، ولاذا بالفرار في جنح الليل، بعيدا عن أعين قاطني المنطقة باستثناء تاجر مواد مخدرة اعتاد الوقوف على ناصية الشارع لمقابلة عملائه، لكنه لم يوقفهما، وسط ملاحقة الكلاب الضالة حتى وصلا منزلهما.
في صباح اليوم التالي، ذهب حفيد الحاجة نعمات للاطمئنان عليها، لكنه وجدها جثة هامدة وآثار دماء متناثرة على الوسادة، لينهار من البكاء "ماكنتش مصدق نفسي"، ليصعد مهرولا لإخبار أفراد الأسرة بالخبر الصادم.
خلال دقائق، حضرت قوات الشرطة ومنعت اقتراب أحد من مسرح الجريمة، خاصة مع وجود بعثرة في محتويات الشقة، وسرقة بعض الأجهزة، فلعبت الصدفة دورا كبيرا في كشف المستور، حيث أخبر تاجر المخدرات أحد أفراد عائلة المجني عليها بأنها ليلة الحادث، شاهد فتاة رفقة شخص آخر يحملان أشياء في ساعة متأخرة.
وانطلقت مأمورية من قسم شرطة بولاق بقيادة العميد عبد الحميد أبو موسى، رئيس مباحث قطاع غر الجيزة، إلى شقة المتهمة، وتم ضبطها وزوجها، وكانت المفاجأة بالعثور على المسروقات بحوزتهما، لتقر "سالي" بجريمتها تفصيليا، وأكدت أنها تعمل لدى الضحية منذ شهر، ولمرورها بضائقة مالية قررت سرقتها، لكنها لم تخلد إلى النوم، فقررت قتلها "مش عارفة عملت كده إزاي.. كل ده علشان ملاليم"، لتقرر النيابة حبسهما على ذمة التحقيق.
المصدر : مصراوى