ما بين الدفاع عن الشرف والاختلاف علي الأموال، تأتي هذه القصة المثيرة التي ينتظر الجميع ما ستسفر عنه تحقيقات النيابة والأجهزة الأمنية لوضع تتر النهاية لها وكشف تفاصيلها الغامضة وإذا ما كانت بسبب لعنة الجسد أم لعنة المال.
بدأت تفاصيل القضية في حي الساحل، ذلك الحي الشعبي البسيط، حينما كانت إحدي عاملات النظافة تقوم بإفراغ صناديق القمامة بالمنطقة، لتكتشف وجود جوال بداخله جثة، لتستنجد بسكان المنطقة الذين قاموا علي الفور بإبلاغ الأجهزة الأمنية، وبفحص الجوال تبين أن الجثة عبارة عن الجزء السفلي لذكر مجهول الهوية مبتور العضو الذكري، فتم إبلاغ اللواء خالد عبد العال، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، والذي أمر علي الفور بتشكيل فريق بحث لتحديد الجاني والقبض عليه.
سريعا بدأ رجال مباحث قسم الساحل، تحرياتهم لضبط الجاني، وقاموا باستخدام التقنيات الحديثة، لتسفر في نهاية الأمر عن تحديد الجاني والمجني عليه، وتم إعداد عده أكمنة حتي تمكن المقدم علاء خلف الله، رئيس مباحث الساحل من ضبط المتهم.
وأمام رجال المباحث أدلي المتهم باعترافات تفصيلية، عن جريمته، مؤكدًا أنه قام بقتل ابن عمه، دفاعًا وانتقاما لشرفه، لقيام المجنى عليه بمحاولة التعدي الجنسي على زوجته داخل منزله.
وأضاف قائلًا: "كلمني وسألني انت فين فأخبرته أنني سوف أكون في منزلي بعد ساعتين، ليقوم أبن عمي بالتوجه إلي منزلي مستغلًا وجود زوجتي بمفردها، وقام بمحاولة التعدي الجنسي عليها، وتفاجئت بذلك عقب وصولي إلي منزلي، "ليفور الدم داخل جسمي" فأتجهت إلي المطبخ وسحبت سكيًنا وقمت بتوجيه عده طعنات نافذة له ليسقط غريقًا في دمائه".
وتابع، قمت بتقطيع الجثة إلى نصفين وقطع عضوه الذكري، ثم تخلصت منها بوضعها داخل جوالين وإلقاء أحدهما بمقلب قمامة والآخر بطرح النهر أسفل كوبري الساحل وإلقاء متعلقات المجني عليه الشخصية بشارع دنشواى، ولم أشك للحظة بأن رجال المباحث سيقومون بضبطي.
فقام علي الفور رجال المباحث بالتوجه إلى مسكنه، حيث عثر على قطع لأجزاء آدمية وآثار دماء والسلاح الأبيض "سكين" المستخدم في ارتكاب الواقعة.
أنتقلت عدسة "صدي البلد" إلي محل الواقعة للتعرف عن قرب على الأحداث، وقال أحد أهالي المنطقة التي يقطن بها الجاني بأن المتهم محمود يعمل صنايعي رخام ويتاجر في الكلاب ولديه كلبين خاصين به ، وهو شخص في حاله ولا يسيء إلى أحد.
فيما قال هشام غريب خال المجني عليه، أن "نجل شقيقته حسام عوض حاصل على كلية الحقوق جامعة عين شمس ومتزوج ولديه طفلة، ويتاجر بالسيارات والكلاب، وأنه شاب رياضي"، مضيفًا أن والده مريض، ووالدته وأخوه مسافرين إلى دولة روسيا.
وأضاف أن حسام لم يكن أبدًا مغتصبًا، وأنه يستبعد نهائيًا ما ادلي به الجاني في محضر التحقيقات من قيامه بمحاولة التعدي علي زوجته جنسيًا، مؤكدًا أن خلافات مالية هي سبب الحادث، وأن الجاني اتفق مع زوجته علي القيام بذلك للخلاص من المجني عليه.
وتابع خال المجني عليه، أن كلام المجني عليه لا يمكن تصديقه، قائًلا: "ازاي الاقي مراتي مع أبن عمي واقتله هو بس واسيب مراتي ولو صح ازاي اتأكد من كلام مراته"، مضيفًا أنه يثق في أن الجاني وزوجته قاما بتخدير المجني عليه للخلاص منه، بسبب قوته وصلابته.
بداية الواقعة كانت تمكن ضباط الإدارة العامة لمباحث القاهرة من كشف غموض العثور على جثة بداخل جوال بمقلب نفايات بالساحل، حيث تبين أن ابن عمه وراء ارتكاب الجريمة بسبب خلافات عائلية، وتم ضبطه، وأمر اللواء خالد عبد العال، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، بإخطار النيابة للتحقيق.
كان المقدم علاء خلف الله، رئيس مباحث قسم شرطة الساحل، تلقى بلاغا من طالب بعثور عاملة جمع قمامة على أجزاء آدمية داخل أحد صناديق القمامة بشارع حسن الحلوانى بجوار مدرسة.
بالانتقال والفحص، تبين أن الأجزاء الآدمية التى عثر عليها عبارة عن الجزء السفلي لذكر مجهول الهاوية مقطوع العضو الذكري داخل جوال بلاستيك أبيض اللون دون وجود أي بيانات عنه.
تم وضع خطة بحث بإشراف اللواء محمد منصور، مدير مباحث العاصمة، وقد أسفرت جهود فريق البحث من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة بمنطقة العثور على الجثة، عن تحديد شخص الجاني حال حمله للجوال وبداخله جثة المجنى عليه وإلقائها بصندوق القمامة مكان العثور وتبين أنه عاطل.
تم ضبطه، واعترف أمام اللواء أحمد الألفى، مدير المباحث الجنائية بالقاهرة أنه ارتكب الحادث بدافع الانتقام لشرفه بعد قيام المجنى عليه "ابن عم المتهم" بالتعدى على زوجته.
المصدر : صدى البلد