أعلن مصدر عسكري أمريكي، السبت، تراجع الولايات المتحدة عن ضرب كوريا الشمالية في الوقت الراهن حتى إذا قامت بتجربة نووية جديدة أو أطلقت صاروخًا بالستيًا على سبيل التجربة، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية )سبوتنك).
وكانت الهجمات الصاروخية التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإطلاق 59 صاروخًا على سوريا بصورة مفاجئة وإلقاء القنبلة التقليدية الأكبر على مخابئ لداعش في أفغانستان في أقل من أسبوعين؛ سببًا في العديد من التكهنات حول إمكانية إقدامه على تنفيذ هجمات على كوريا الشمالية بتحرك أحادي بعيدًا عن المجتمع الدولي، لكن حالة كوريا الشمالية لا يمكن التعامل معها بذات الطريقة، وفقًا لصحيفة "سوز تشاينا مورنينج بوست".
وتضع أمريكا في حسبانها العديد من الاعتبارات قبل الهجوم على كوريا الشمالية حتى لا تتسبب في اندلاع حرب نووية أو تخاطر بضربة انتقامية من كوريا الشمالية التي تقول تقارير إخبارية إنه ترسانتها النووية "حقيقة" وأنها وصلت مرحلة النضوج النووي.
هدنة
عام 1953 تم إبرام اتفاق هدنة بين بكين وواشنطن لانهاء الحرب في شبه الجزيرة الكورية، وإذا أقدمت الولايات المتحدة على مهاجمة بيونج يانج ستكون قد خرقت الهدنة التي تم توقيعها برعاية الأمم المتحدة، وفقًا لصحيفة "سوز تشاينا مورنينج بوست".
وتعارض كل من طوكيو وسول أي عمل عسكري أمريكي ضد بيونج يانج، لأن سول ستصبح الهدف الأول للصواريخ والقصف الكوري الشمالي الذي لن تستطيع أمريكا التصدي له قبل 24 ساعة وربما 48 ساعة. وكان الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ناقش قصف المفاعل النووي لكوريا الشمالية عام 1994، لكنه كان مقتنعًا أن كثافة القصف ستكون بمعدل لم يشهده العالم منذ انتهاء الحرب الكورية، وفقًا لصحيفة "سوز تشاينا مورنينج بوست".
وحذر وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا من مغبة إقدام واشنطن على ضربة استباقية لكوريا الشمالية مشيرًا إلى أن أي خطوة في هذا الاتجاه سوف تشعل حربا نووية تزهق أرواح الملايين، وفقًا لموقع "روسيا اليوم".
موقف الصين
في عام 1961 وقعت الصين وكوريا الشمالية اتفاقية تعاون مشترك بين البلدين تعرف بـ"سينو نورث كوريا" وتم تمديدها مرتين لتصبح سارية حتى عام 2021. وتتضمن الاتفاقية دفاع أي من البلدين عن الآخر في حالة تعرض أي منهما لهجوم خارجي، وهو ما يعني أن الصين يمكن أن تدافع عن كوريا الشمالية إذا تعرضت لهجوم أمريكي.
ومن الناحية الجيوستراتيجي فإن الصين تعتبر كوريا الشمالية بمثابة منطقة عازلة تفصلها عن الدول المتحالفة مع أمريكا وخاصة كوريا الجنوبية واليابان؛ وفقًا لصحيفة "سوز تشاينا مورنينج بوست". وستعمل الصين على التوصل لحل أزمة كوريا الشمالية سلميًا لاعتبارات أخرى منها الحيلولة دون حدوث أزمة لاجئين على حدودها.
وقال وزير الخارجية الصينى وانج يي، أن الصين عازمة على التنسيق الوثيق مع روسيا من أجل تهدئة الوضع في شبه الجزيرة الكورية ودفع الأطراف المعنية لاستئناف الحوار لأن منع قيام حرب وفوضى في شبه الجزيرة الكورية يمثل مصلحة مشتركة لكل من بكين وموسكو، وذلك عقب اتصال مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.
قلق روسي
قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين أن "موسكو قلقة جدًا بسبب تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية". وأضاف "ندعو كل الدول إلى ضبط النفس ونحذر من أي تحرك يمكن ان يفسر على أنه استفزاز".
بيونج يانج تحذر
أما كوريا الشمالية فحذرت الولايات المتحدة من ارتكاب أية تصرفات استفزازية في المنطقة، قائلة إنها "مستعدة للرد بهجمات نووية تحول الهجوم الأمريكي لحرب نووية شاملة، وذلك تزامنا مع احتفال كوريا الشمالية بالذكرى رقم 105، لميلاد مؤسس الدولة كيم إل سونج.
وكان نائب وزير الخارجية في كوريا الشمالية هان سونغ ريول قال، أمس الجمعة، إن بلاده ستجري تجربة نووية جديدة في الوقت الذي تراه القيادات العليا مناسبًا، منتقدًا تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي توعد فيها بالتحرك ضد كوريا الشمالية. وقال إن ترامب يثير المشاكل بتغريدات عدائية.
استعراض القوة
كشفت كوريا الشمالية، السبت، لأول مرة عن طراز جديد لصاروخ باليستي عابر للقارات أثناء العرض العسكري الذي يأتي بمناسبة الذكرى السنوية الـ105 لميلاد مؤسسها الراحل كيم إيل سونج. وذكرت وكالة أنباء كوريا الجنوبية "يونهاب" أن الطراز الجديد ظهر على متن منصة الإطلاق المتحركة في العرض العسكري.
ومن المنتظر أن تعلن كوريا الشمالية عن إجراء التجربة النووية رقم 6 بتفجير تحت الأرض يمكن أن يكون باختبار لقنبلة نووية حرارية تفوق قدرتها التدميرية الرؤوس النووية العادية، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية التي ذكرت أن الترسانة النووية لكوريا الشمالية حقيقة.
المصدر : مصراوى