عُرف الفنان الراحل، رشدي أباظة، بأنهُ كان المنافس الدائم للملك فاروق في مُغامراته النسائية، وسبق أن تحدّى رشدي الملك فاروق من أجل الشابة الفرنسية، «آني»، لكنه تعلق بتحيّة كاريوكا بعدها بشدّة، فتزوجا عام 1952 رُغم اعتراض والدته، إلا أن آني لم تكُن لتُنسى، ففي لبنان وداخل أحد ملاهي شارع الحمراء، ضبطت«كاريوكا» رشدي في وضعٍ حميم مع نزوته الفرنسية، وهُنا قامت تحية بجرّها من شعرها، وضربتها بقسوة وطلبت من رشدي الطلاق في نفس االليلة.
وفي الحديث الذي أدلى به النجم الراحل رشدي أباظة لـ«الموعد» عام 1979 كان يعبّر عن ذاته بصدق، ولا يخفي شيئاً في صدره، ولا يجد حرجاً في أن يروي الحقائق التي عاشها.
روى رشدي أباظة حكايتهُ مع كاميليا، خلال الحوار، قائلاً: «كانت كاميليا أشبه بالحصان الجامح الذي لا يستطيع أحد أن يوقفه حتى ولا الملك فاروق نفسه.. إنها كانت تفعل ما يحلو لها، وتتحدى من تشاء، وإذا أحبت فهي تحب بعنف».
أحبّ «أباظة» كاميليا كثيرًا، ففي كل المواقف، كان يتذكرها مثلما حدث، كما ذكر، وفقًا للحوار المذكور سابقًا: «حدث مرة أن دخلت كاميليا الى (الأوبرج) ووجدتني أجالس سيدة، فهجمت عليّ وصفعتني على وجهي مرتين»، مضيفًا: «كانت هذه هي أول مرة يجرؤ فيها إنسان على صفعي، ومع ذلك فإنني عندما تلقيت منها الصفعتين صعب عليّ أن أردهما لها وهي المرأة الجميلة التي أحبها، ولم أستطع إلا أن أضحك، فكان ذلك سبباً في زيادة عصبيتها وثورتها».
وعندّما سُئل «أباظة» ما الذى أحببتهُ في كاميليا قال: «إنسانة صريحة جداً، وأذكر أنني غضبت عليها في إحدى المرات، وابتعدت عنها طوال ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع شربت كأسين، وذهبت إلى بيتها لكي أحاسب هذه المرأة التي تزعم أنها تحبني ولا تسأل عليّ إن غضبت منها، كانت تضع على عينيها نظارة، وتحمل كتاباً، واستدارت وعادت الى الصالون، ودخلت وراءها وأخذت أتصرف بعصبية ونرفزة وهي لا ترد عليّ بل لا تلتفت اليّ أبدًا».
وأضاف: «وأخيراً، صعد الدم الى رأسي فصرخت بها: (إنت يا ست.. إزاي بتقولي إنك بتحبيني ولا تسأليش عني ثلاثة أيام)، فنظرت إليّ بلا مبالاة وقالت: (ما دمت تحبني فقد كنت متأكدة من أنك سوف تلف وتدور طويلاً ثم تعود إليّ.. ومن يومها تعلمت الدرس الثاني في الحب، وهو أن الرجل الذي يحب فعلاً، لا يستطيع في النهاية إلا أن يعود الى قواعده».
أما المواجهة والتنافس بين الملك فاروق ورشدي أباظة، فكانت مجرد مواجهة بين اثنين من الشبان، حيث كان الملك حينها شابًا في العشرين من عمره، ابن ذوات، ويهوى مثل كل الشبان المغامرات النسائية، وفقًا لوصف «أباظة» في حواره مع «الموعد».
وفي إحدى المرات، كادت المواجهة أن تصل إلى منتهى العنف، ولكن لم تحصل، كمّا ذكر «أباظة»: «إنه كان فقط يهاجمني بالمكالمات التليفونية التي يخفي فيها شخصيته ويهددني بالموت إذا لم أبتعد عن كاميليا.. وفي أحد الأيام أرسل إليّ بعض رجاله.. ولكنني لم أتشاجر معهم، رغم قدرتي على مجابهتهم وضربهم بكل شدة».
لم ينته الأمر، حسب رواية «أباظة» عند ذلك الحد، بلّ امتد لإرسال شباب لكي يشتبكوا مع رشدي أباظة، من أولاد العائلات، كما قال: «إنني كنت أعرف أنني أنا المخطئ، لأنني أقمت علاقة مع كاميليا في الوقت الذي كانت هي فيه حبيبة الملك، وتصورت لو أنه كان عندي أنا عشيقة وحاول أحدهم أن يخطفها مني.. ماذا أفعل؟ أضربه طبعًا».
ذكر «أباظة» أيضًا، أن الملك فاروق أحب كاميليا بجنون، وزاد حبه لها عندما حملت منه وتصوّر أنها سوف تنجب له ولداً يكون ولياً للعهد، لأنه كان سيتزوجها رسمياً لو أنجبت ولداً، ولكن أمله خاب لأن كاميليا أجهضت في الشهر السادس، عندما وقعت من فوق ظهر حصان في أحد الأيام.
وعن مدة قصة الحُب بين «أباظة» وكاميليا، قال: «على ما أظن استمرت بين سنة وثمانية أشهر، ثم خافت أمي عليّ من نتائج غضب الملك فاروق فأرغمتني على السفر إلى روما، وجئت لأودع كاميليا فقالت لي إنها ذاهبة بعد أيام الى جنيف لحضور حفلة راقصة، وقد تواعدنا على اللقاء معاً في روما وهي في طريق عودتها الى مصر، ولكن القدر.. وقف حائلاً.. دون هذا اللقاء فسقطت الطائرة التي أقلتها من القاهرة، واحترقت كاميليا فوق رمال الصحراء».
المصدر:المصري لايت