بعد 5 شهور من توقيف السعودية الإمداد البترولي لمصر، وصلت اليوم الأحد، شحنتين من المواد البترولية من شركة "أرامكو" إلى القاهرة، في بداية عودة العلاقات الحميدة بين البلدين.
وقال طارق الملا، وزير البترول المصري، في تغريدة له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن أولى الشحنات وصلت، بينما من المقرر وصول شحنتين أخريين بنهاية مارس الجاري و5 سنوات سماح قبل السداد.
ويأتي استئناف شركة أرامكو السعودية لتوريد شحنات المنتجات النفطية لمصر، وفقاً للعقد التجاري الموقع بين وزارة البترول والجانب السعودي، في أبريل الماضي على خلفية زيارة الملك سلمان لمصر.
وأوقفت شركة أرامكو الإمداد البترولي لمصر في أكتوبر الماضي، على خلفية اختلاف الدولتين بشأن الصراع في سوريا، وتقارب مصر أكثر من روسيا، الداعم الأساسي للرئيس بشار الأسد، الذي تعارضه السعودية، بجانب عدم إرسال مصر قوات للمشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
ولكن شركة أرامكو السعودية بررت وقف الإمداد البترولي لمصر، بأنه نتيجة ظروف تجارية خاصة بها في ظل المتغيرات التي شهدتها أسعار النفط العالمية في الأسواق خلال الفترة الماضية، وقيام السعودية بتخفيض مستوى إنتاجها، وهو ما تزامن مع أعمال خاصة بالصيانة الدورية لمعامل التكرير.
وحسب الاتفاق المبرم في أبريل الماضي بين الجانب السعودي والمصري، تمول الرياض القاهرة بالمنتجات البترولية من شركة أرامكو على مدى خمس سنوات مقبلة، بقيمة شحنات نفطية تقدر بـ23 مليار دولار.
ويكون الإمداد السعودي بمنتجات بترولية مكررة بواقع 700 ألف طن من البنزين والسولار والمازوت ولا يشمل البوتاجاز، لمدة خمس سنوات.
ومنذ مايو الماضي وتشتري مصر شهريًا من شركة أرامكو السعودية 400 ألف طن من زيت الغاز (السولار) و200 ألف طن من البنزين و100 ألف طن من زيت الوقود (المازوت).
ويتيح الاتفاق لمصرعدم التقييد بتوريد الـ700 ألف طن المتفق عليها شهريًا، ويمكن الاستيراد حسب حاجة السوق،
أما بخصوص سداد المنتجات يتم السداد على 15 سنة بخط ائتمان بفائدة 2% مع فترة سماح 3 سنوات، على أن يدفع الصندوق السعودى للتنمية مقابل المواد البترولية لشركة أرامكو بشكل فوري، ثم يستعيدها من مصر على أقساط.
وكانت مصر تسلمت آخر شحنة بترولية من أرامكو السعودية في سبتمبر الماضي، قبل أن توقف فى أكتوبر الماضي.
وعلى مدى الأشهر الماضية طرحت مصر مناقصات عالمية لشراء المنتجات من السوق العالمي، فتم الاتفاق مع الجانب العراقي على إمداد مصر بنحو مليون طن من خام البصرة العراقى، وتمت مفاوضات مع عدد من الدول الأخرى مثل ليبيا.
وفي نوفمبر الماضي أعلنت مصر أنها سوف تشتري ما تحتاجه من منتجات نفطية من الأسواق العالمية، بعد شهرين من توقف شركة أرامكو عن مدها بالنفط.
وكان العقد التجاري الموقع بين الهيئة العامة للبترول وشركة أرامكو السعودية لم يتم فسخه خلال الفترة الماضية، لكنه كان تم تأجيل إرسال الشحنات بسبب ظروف تجارية خاصة بالشركة السعودية.
ويوم الأربعاء الماضي أعلنت وزارة البترول المصرية في بيان لها، استئنانف شركة أرامكو السعودية توريد شحنات المنتجات النفطية لمصر، وفقاً للعقد التجارى الموقع بين هيئة البترول والجانب السعودي.
وحسب وزارة البترول المصرية، يجرى حالياً تحديد البرامج الزمنية لاستقبال الشحنات تباعاً، وذلك حسب بيان الوزارة المصرية.
ووصلت اليوم الأحد، أول شحنتين من المواد البترولية من شركة "أرامكو" إلى القاهرة بعد الاستئناف، ومن المقرر وصول شحنتين سولار أخريين بنهاية شهر مارس الجاري.
وتبلغ قيمة شحنات النفط السعودي الموردة إلى مصر تتراوح شهريا ما بين 320 و340 مليون دولار، وأن هناك 5 سنوات سماح قبل بدء سداد الثمن، وذلك حسب تصريحات طارق الملا، وزير البترول المصري، في مداخلة تليفزيونية.
المصدر : اليوم الجديد