في كل برلمانات العالم يبادر نائب أو أكثر بتقديم اقتراحات ومشروعات قوانين، وأحيانا طلبات بتغيير الدستور، ومع ذلك لا يفهم أحد أن ذلك يعكس رغبة الحكم أو السلطة التنفيذية.. لكن في مصر كلما صرح نائب بتصريح أو قال كلاما نعتبره أنه يمثل أولا البرلمان كله أو أنه يعكس رغبة الحكم فيما قال وصرح به.
وهذا ما تعامل به البعض مؤخرا مع رغبة أعلن عنها نائب في البرلمان المصري مؤخرا لتعديل الدستور المصري من أجل مد فترة الرئاسة أكثر من أربع سنوات"فتح الفترات الرئاسية لأكثر من فترتين رئاسيتين" كما يقضي الدستور الحالي.. فقد انطلق هؤلاء يصورون الأمر على أنه يعكس رغبة الرئيس السيسي شخصيا، وأن هناك سعيا لتغيير المكسب الأساسي لثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو..
وفات هؤلاء أن الدستور الحالي يمنع تغيير قصر الرئاسة على فترتين متتاليتين، ويمنع البرلمان من القيام بذلك، وهذا ما تجاهله أيضا سيادة النائب.. كما فات هؤلاء أن السيسي صرح أكثر من مرة أنه لن يبقى في موقعه ساعة واحدة، بعد انتهاء فترته الرئاسية، وأن ترشحه لفترة رئاسية ثانية مرهون برغبة المصريين.