"معرفش يخلي مراته تبطل رقص، ولما سابت البيت حاول يرجعها ورفضت وعجزته بطلباتها".. بهذه الجملة اختصرت والدة "ياسر هريدي"، صاحب الـ 43 عامًا، أسباب انتحار ابنها، قبل 4 أيام، بشنق نفسه داخل منزل العائلة بشارع التل بمنطقة دار السلام.
وتابعت الأم، التي طلبت عدم نشر اسمها، حديثها لـ"مصراوي" الذي زار أسرة السائق المنتحر، قائلة: "كل اللي عمله ابني إنه اتجوز حب عمره قبل 15 سنة ورزقهما الله بـ3 بنات تتراوح أعمارهن بين 6 و14 سنة، لكنه ما كنش يعرف اللي مستخبي ليه".
والتقط "عرفة" (33 عاما)، شقيق السائق المنتحر خيط الحديث قائلا: "دي حب عمره وكان عايش ليه، حبها من وهي في الإعدادي ورباها على أيده، لكن انقلب حالها، والحب كان مخليه أعمى لحد ما قلتله".
وروى "عرفة" تفاصيل ما حدث لأخيه وعلاقته بزوجته قائلا: "ياسر" تعرف على زوجته التي تصغره بـ5 سنوات، أثناء عمله سائقا بمنطقة دار السلام، وكانت وقتها طالبة بالصف الثالث الإعدادي، و"كان دايما بيوصلها للبيت بالعربية"، مضيفا: مرت سنين الزواج سريعا، ومنذ فترة أوهمته زوجته بضرورة خروجها للعمل في محل ملابس حتى تساعده على تحمل أعباء المعيشة، ووافق أخي.
شقيق المنتحر: "مراته كانت حب عمره رباها على إيده من وهي في الإعدادي لكن انقلب حالها"
وتابع الشاب بحزن شديد: "أنا كنت في السجن طلعت لقيت الكلام في كل حته عن سلوك زوجة أخي ومشيها البطال بجانب لبسها الضيق وشعرها السايب، لأتوجه لأخي وأكلمه عما يدور بالحارة بأكملها"، ويتوقف لبرهة قبل أن يواصل حديثه قائلا: "يا باشا أنا قلت لأخويه واحده بتخرج من 8 بالليل بترجع 6 الصبح، هتكون بشتغل دكتوره يعنى؟"
ومضى "عرفة" يقول: طبيعة عمل زوجة أخي جلب لنا العار، "الست دي كانت مشيها غلط وهو غلبان، الحب كان عاميه ومخليه مش شايف هي بتعمل أيه، وكانت معرفاه انها بتشتغل في محل، قبل 6 أشهر علم بعملها وأنها كانت تخدعه وتعمل ريكلام في احدى كباريهات وسط القاهرة".
المشاجرات بين ياسر وزوجته، بدأت حتى قبل أن يعرف طبيعة عملها، حسب ما قالت الأم، التي أضافت: "ابني اتخانق معها قبل كدة علشان طريقة لبسها وتركها شعرها، هي رفضت وغادرت المنزل تاركةً بناتهما الثلاثة، وبعد فشله في إقناعها بترك العمل طلقها، إلا أن الأقارب من الجانبين تدخلوا لإعادتها لمنزل الزوجية، شرط تغيير طريقة لبسها، وبالفعل عادت لكنها لم تلتزم".
الأم: ياسر اتخانق بعدها مع مراته لما أخوه قاله مراتك شغالة في كباريه
وتابعت الأم: " ياسر اتخانق بعدها مع مراته لما أخوه قاله على عمل مراته في الكباريه، فتركت له البيت قبل 6 أشهر، وحاول إعادتها مرة أخرى للمنزل من أجل بناتها الثلاثة، لكنها اشترطت استئجار شقة سكنية في منطقة بعيدة عن أسرته، وشراء أجهزة منزلية جديدة".
"حاولت اقنع ابنى أكثر من مرة بالزواج من فتاه أخرى، إلا أنه رفض".. قالتها الأم مضيفة: "كان بيموت فيها، وكان متمسك بعودتها للمنزل، لكنها عجزته بطلباتها وإصرارها على الشغل، وقبل الواقعة بثلاثة أيام، امتنع ابنى عن الخروج للعمل، وساءت حالته النفسية.
وأضافت الأم: يوم الجمعة الماضي، ذهبت لزيارة المقابر في الثامنة صباحا، قبل الواقعة بساعة ونصف تقريبا، وفوجئت باتصال زوجة نجلى الثاني تخبرني بوفاة "ياسر". والتقط شقيق الضحية خيط الحديث قائلا: اتصلوا بي وأخبروني بانتحار شقيقي، وسارعت للعودة للمنزل فوجدته ملقى على الأرض وحول رقبته حبل وبجواره سلم خشبي مزدوج.
كان قسم شرطة دار السلام تلقى بلاغا قبل أيام بالعثور على جثة سائق مشنوق داخل شقته بشارع التل، وبالانتقال والفحص عثر على جثة "ياسر" معلقة في سقف غرفته وملفوف حول رقبته "طرحة" حريمى، وكشفت التحريات أنه متزوج ولديه 3 بنات، وقبل انتحاره نشبت مشاجرة بينه، وبين زوجته بسبب عدم قدرته على الانفاق على أسرته، فقامت بأخذ بناتها الثلاثة، وتركت المنزل فانتابته حالة نفسية سيئة وقام بشنق نفسه.