بدأت القصة في سبتمبر 1945 في مزرعة أولسن في فرويتا في ولاية كلورادو الأمريكية، وكان ليود وزوجته كلارا يذبحون الدجاج لبيعه، فقد كان ليود يتولى مهمة الذبح، بينما تقوم زوجته بتنظيفه، وكان ذلك أمرًا عاديًا، ولم يحدث أي شيء حتى تفاجئوا برد فعل غريب من إحدى الدجاجات عندما أقدموا على ذبحها.
فقد ذبح ليود الدجاجة وقطع رأسها، ولكنها لم تمت، بل ظلت تركض بينما رأسها منفصلة عن جسدها، وملقاة على الأرض، ما أثار استغراب ليود وزوجته بشدة، لذا قررا وضعها في صندوق مخصص للطعام خلال فترة الليل، ولكن عندما استيقظا في اليوم التالي وجدوا شيئًا أعجب مما شاهدوه في الأمس، فقد شاهدوا الدجاجة تقف بدون رأس ومازالت حية.
وقد أوحى ما حدث إلى ليود بفكرة تجلب له الأموال، فقد قرر أن يصطحب معه الدجاجة إلى المدينة، ويراهن الأشخاص على أن يريهم دجاجة مقطوعة الرأس مازالت على قيد الحياة، وبالفعل استطاع أن يجمع بعض الأموال بفضل دجاجته.
وبعد ذلك توالت عليهم عروض باصطحاب الدجاجة في جولات، ما جعلهم يكسبون المزيد من الأموال، ويكون لديهم المال الكافي لإنشاء مزرعة أكبر وأحدث، حسب ما ذكر موقع «سكوب هوب».
واستخدم الزوجان دجاجتهما، والتي أطلقها عليها اسم «مايك»، لتأدية بعض العروض في الشارع، كما استعانوا بطفل له رأسين، ما جعل الأشخاص يتوافدون على العروض لمشاهدة تلك الأشياء الخارقة.
ولم ينسى ليود اصطحاب دجاجته إلى جامعة أوتا، كي يثبت أن القصص التي تدور حول الدجاجة ليست عبث، وإنما حقيقية، وقد نشرت مجلتي «تايم» و«لايف»، آنذاك، عن قصة الدجاجة.
وبرؤية تلك الدجاج مقطوعة الرأس يتسائل الجميع كيف عاشت تلك الدجاجة تلك الفترة من الزمن، ولم يكن لديها منقار تتناول به الطعام، وهو ما يعني هلاكها لانعدام التغذية، ولكن ليود كان يستخدم قطرة لإطعام الدجاجة، من خلال الرقبة، كما كانوا ينظفون قصبتها الهوائية من حين لآخر، كي لا يتراكم عليها ما يعوقها عن التنفس بشكل سليم.
ولكن لم تستمر الدجاجة طويلًا، فخلال سفرهم إلى ولاية أريزونا، حيث كانوا يقيمون في فندق صغير في فونيكس، سمعوا صوت الدجاجة وهي تصيح بصوت عالي ومزعج، وقد نسوا الأدوات التي يستخدمونها لتنظيف القصبة الهوائية، التي تساعد الدجاجة على التنفس بشكل طبيعي، ولم تفلح محاولاتهم لإنقاذ الدجاجة، التي التقطت آخر أنفاسها في مارس 1947 بعد أن عاشت طيلة 18 شهرًا بجسدها فقط دون رأس.
ولم يرد ليود أن يخبر أحدًا بان الدجاجة ماتت بسبب سوء الرعاية، ولكنه قال إنه باعها لأحد الأشخاص الذين يعملون في العروض، وبالفعل ظل الجميع يعتقد أن الدجاجة مازالت على قيد الحياة، وإنها في جولات حول الولايات الأمريكية لتأدية العروض، ولم يخبر ليود أحدًا بما فعل بالدجاجة بعد موتها، فلم يُرف إذا ما تركها طعامًا للحيوانات.
ولكن يبقى السؤال هنا كيف عاشت تلك الدجاجة 18 شهرًا بدون رأس؟ بشكل عام عندما تُقطع رأس الدجاجة، فإن المخ ينفصل عن الجسم، ولكن يتحرك الجسم بسبب وجود بعض الأوكسجين في النخاع الشوكي، ووفقًا لما قاله توم سملدرز الطبيب بجامعة نيوكاسل، فإن هناك حالات نادرة تقوم فيها الخلايا العصبية بتنشيط الجسد والسماح له بالركض، ولكن يحدث ذلك لفترة قصيرة أقصاها 15 دقيقة، وليس 18 شهرًا كما حدث مع تلك الدجاجة.
ولكن بالنسبة للدجاج، يكون هناك جزء صغير من المخ في الجزء الأمامي من الرأس، بينما الجزء الأكبر يكون في الخلف، وهذا ما حدث في حالة تلك الدجاجة، فهناك اكثر من 80% من المخ لم يُمس، كما أن تجلط الدم منعها من النزيف، فضلًا عن عدم تأثر عملية التنفس والتغذية وهو ما جعلها قادرة على البقاء على قيد الحياة.
وهذا لا يعني أن حالة الدجاجة «مايك» كانت قابلة للتكرار، فقد حاول البعض شراء أعداد كبيرة من الدجاج، في محاولة للعثور على دجاجة مثل تلك، ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل.
وعلى مدار 72 عامًا منذ أن نفقت الدجاجة، تحتفل مدينة فرويتا، التي شهدت تلك الواقعة بيوم الدجاجة مقطوعة الرأس، كما تم إقامة نصب لها، فقد كانت بمثابة معجزة أن تحيا دجاجة 18 شهرًا دون رأس!