لاشك أن أيام الدراسة من الذكريات التى تهم أى شخص فى حياته الكائنة والتى يكون شغوفا بتذكر تلك الأيام بحلوها ومرها ولكن هذا الامر قد لا يروق لندى إمام طالبة الثانوية بطلة قصتنا اليوم لأن مرها أكثر بكثير من حلوها بعد تعرضها لهذا الحادث المؤسف يوم الثلاثاء الماضى . بدا يوم الإثنين الماضى يوما دراسيا عاديا خرجت ندى من منزلها بحى باب الشعرية متجهة إلى مدرستها بالزاوية الحمراء تبادلت التحية مع الأصدقاء ولم تغب ضحكات وهمسات المراهقة أيضا من كلامهن بدأت الحصص الدراسية أيضا فى مدرسة السيدة خديجة الثانوية فى منطقة الزاوية الحمراء فى سكون تام . نشبت فى نهاية اليوم الدراسى أو قبيل إنتهائه بساعة واحده مشادة كلامية بين ندى وبين زميلة لها فى الفصل المجاور تدعى هاجر وعلى إثره توجهتا إلى مكتب الأخصائى الإجتماعى بعد فاصل من السباب بين الطالبتين وإنتهى الأمر بأخذ تعهد بينهما على عدم التعرض للآخر .
إعتقدت ندى أن الأمر إنتهى تماما ولكنها توجهت فى اليوم التالى الثلاثاء إلى مدرستها وبعد وجودها بالفصل تم مناداتهما للتوجه سريعا إلى مكتب المديرة فى عجالة . نزلت ندى تهرول إلى مكتب المديرة لتعرف ما الأمر ولكنها قوبلت على سلالم المدرسة الحكومية بالأخصائية الطبية بالمدرسة ” ودى تبقى عمة هاجر ” وقد أوقفتها وقالت لها بعدما وجهت لها وابل من الشتائم وجمل السخرية : ورينى بقا كدا عملتى إيه فى هاجر ودفعتها بيديها . فردت عليها ندى : انتى موظفى فى هذه المدرسة ومينفعش تمدى إيدك عليا كدا .
وذهبت إلى مكتب المديرة مسرعة لتجد هاجر وعمها وزوجته بداخل المكتب لتعرف وتستنتج من بداية الكلام أن عم هاجر يعمل أمين شرطة ذو مكانه فى قسم الزاوية الحمراء وقالت المدير فى نهاية الأمر : سماح المرة دى بس المرة الجاية هديك إسمها تعملها محضر فى قسم الزاوية . إعتقدت أن الأمر قد حسم و إنتهى إلى أن فاجئتها مرات أمين الشرطة بعد خروجهما من مكتب المديرة بأنها جرتها من شعرها وقالت لها : بت إنتى مستفزة جدا . و أحست ندى أن شعرها يخرج فى يدها .
تناوبت هاجر وزوجة عمها الضرب المبرح على ندى حتى سقطت على الأرض فى صراخ شديد تستنجد بكل من حولها إلى أن تدخل عم هاجر وأزاح زوجته و بنت أخيه من فوق ندى و إنهال هو عليها ضربا مبرحا و أخذ يدوس بقدميه على جسدها النحيل ووجهها الذى صار أزرق وغابت عن الوعى حتى إعتقدت زميلاتها اللائى وقفن فى خوف بعيدا لأنهن كلما إقتربن نلن شيئا من الضرب أيضا حتى أتى ميكروباص ونقلها مسرعا إلى المستشفى . قضت ندى ساعة وربع فى قسم المخ والأعصاب جسدها من اوله لآخر إنتابته رجفة رهيبة وكدمات متفرقة فى كل جسدها وإلى الآن ترقد فى مستشفى سيد جلال بالقاهرة .
أضاف أمين الشرطة لمديرة المدرسة قائلا : لو شوفت ندى دى تانى أنا هضربها بالنار . ولكنها إستجمعت قواها اليوم و وسط أصدقائها وحماية من المدرسين والمدرسات لأداء الإمتحانات بمدرستها . بينما تعرضت مديرة المدرسة للتحقيقات من قبل الإدارة التعليمية بعد إنتشار الأمر إعلاميا ليثير ضجة كبيرى ومازالت التحقيقات جارية .