غلاء أسعار السلع الأساسية وعدم قدرة البعض على توفيرها جعل هدايا الكريسماس هذا العام تُعتبر مجرد سلعة استفزازية يصعب توفيرها بالنسبة للمسلمين والأقباط أيضاً ، وعلى الرغم من أهمية عيد الميلاد عند الأقباط ، ما يدفع البعض إلى شراء الهدايا كطقس أساسى ، حتى فى ظل ارتفاع الأسعار ، فإن حادث تفجير الكنيسة البطرسية جاء ليضيف سبباً آخر إلى عزوف المواطنين عن هدايا الكريسماس ، التى أصبحت للتصوير والفرجة فقط .
" الدنيا بايظة مش فى هدايا الكريسماس بس وكتير من محلات هدايا الكريسماس مارضيتش تنزل بضاعة عشان الأسعار مرتفعة جدا وزادت أكتر من الضعف عن السنة اللى فاتت " ، هكذا قال "بيشوى" ، أحد أصحاب محال هدايا الكريسماس بالمعصرة التابعة لحلوان ، لافتا إلى أن حالة الركود فى شراء هدايا الكريسماس جاءت بسبب أن جميع منتجات الكريسماس مستوردة ، وبسبب أزمة تعويم الجنيه .
وأشار "بيشوى" إلى أنه فى العام الماضى على الرغم من أن البلد كان يعانى أيضا سوء الوضع الاقتصادى ، فإن موسم الكريسماس كان فيه إقبال كبير، وكان يضطر يوميا إلى أن يطلب من المستورد بضاعة لتعويض النواقص ، عكس هذا العام .
أما عن الأسعار هذا العام فقال "بيشوى" : "الحال نايم والأسعار زادت الضِّعف وأكتر ، مقارنة بالعام الماضى ، والأسرة التى كانت أبسط حاجة بتشتريها طرطور بابا نويل لطفلهم بـ3 جنيه بقى بـ10 جنيه ، فمين هيجيب لولاده بالمبلغ ده لو عنده كذا طفل؟! " ، موضحا أن أسعار أشجار الكريسماس الجملة ارتفعت حسب ارتفاعها، فأصبحت أصغر شجرة بـ10 جنيهات بحجم 30 سنتيمترا وكان سعرها العام الماضى 5 جنيهات ، والشجرة ذات 60 سنتيمترا ارتفاعا- التى كانت بـ10 جنيهات - أصبحت بـ20 جنيها ، والشجرة ذات 150 سنتيمترا ارتفاعا كانت بـ250 جنيها وأصبحت الآن بـ500 جنيه ، والشجرة ذات 180 سنتيمترا ارتفاعا سعرها 750 جنيها ، والشجرة ذات ارتفاع 210 سنتيمترات سعرها 990 جنيها ، و4 أمتار سعرها 6 آلاف جنيه ، مؤكداً أن هذه الأسعار لا تشمل زينة الأشجار ، التى تبدأ من 10 جنيهات حتى 120 جنيها حسب نوعية الزينة والإضاءة بها ، كما توجد كرات مطاطية تُستعمل زينة للشجرة ، أسعارها تبدأ من 5 جنيهات حتى 20 جنيها ، وأقلام بابا نويل سعرها 10 جنيهات للواحد .
وفى منطقة وسط البلد ، ظهرت حالة الركود بشكل واضح على محال بيع هدايا الكريسماس ، واللافت فى أحد أكبر المحال فى شارع عماد الدين أن المارة أخذوا يتصورون مع تمثال بابا نويل وشجر الكريسماس المضىء ، وقال "محمد" ، أحد العاملين بالمحل : " مفيش زباين ، والناس بتسأل عن الأسعار وتيجى تتصور وتمشى " .
أما جرجس سعد ، أحد الأقباط الذى اعتاد شراء شجرة الكريسماس وتزيينها كل عام ، وشراء هدايا الكريسماس لتوزيعها على الأطفال بالكنيسة ، وهو الطقس الذى يفعله فى كل عام ، فقال : "حادث الكنيسة البطرسية خلَّانا مالناش نِفس لأى احتفال ، وماحدش من الأسرة اشترى حاجة ، وكمان الكنيسة هيبقى الاحتفال فيها صلاة فقط دون أى أنشطة فرحة .
