أخبار عاجلة

أسرار الحياة العسكرية للضابط "أحمد مظهر" الثورة حرمته من إنجاز أوليمبي ...

كانت الفروسية بوابته لدخول عالم الفن بعد سنوات قضاها وسط الحروب والصراعات، والتي كادت تقبض روحه في أي لحظة بين الهزائم والانتصارات، وتمثلت استراحته كمحاربٍ في ظهوره بعالم السينما، محققًا نجاحًا باهرًا بمشوارٍ حافل بالإنجازات، ليترك بصمة طيبة في المجالين العسكري والفني.

وُلد وتوفي في يوم 8، جاء إلى الدنيا فيه بشهر أكتوبر 1917، ورحل فيه بمايو 2002، وبينهما امتلأت حياته العسكرية بتفاصيل شكلت حياته إلى حدٍ كبير، وهو ما يستعرضه «المصري لايت» في ذكرى ميلاد الفنان الراحل أحمد مظهر، والتي تحل اليوم، وذلك وفق ما هو مذكور بكتاب «روائع النجوم» للصحفي محمود معروف .

انتهاء مظهر من تعليمه الثانوي التحق بالكلية الحربية، وتخرج فيها عام 1938، وخلال فترة تواجده بها تعرف على الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، والمشير عبدالحكيم عامر، وزكريا محيي الدين، وثروت عكاشة، وزير الثقافة الأسبق، وكمال الدين حسين، وزير التربية والتعليم الأسبق، ويوسف السباعي.

وبعد تخرج مظهر برتبة «أومباشي» شارك مباشرةً في أولى معاركه ضمن الحرب العالمية الثانية بسلاح المشاة، وكان ما هو مُكلف به هو تطهير الألغام التي يزرعها اليهود والألمان والإنجليز بمنطقة قناة السويس، وأثناء أداء مهمته انفجر أحدها في دائرة قطرها 20 مترًا ناسفةً كل ما حولها، إلا أنه نجا بأعجوبة من الكارثة.

بعدها انتقل مظهر إلى سلاح الفروسية، ومنها خاض ثاني حروبه في فلسطين عام 1948، والتي انتهت بنتائج فادحة للجيوش العربية في مواجهة العدو الصهيوني.

خلفيته العسكرية كانت بمثابة «تأشيرة الدخول» لاحترافه الفروسية، التي نشأ على حبها، حتى انضم للمنتخب المصري للعبة وأصبح لاعبًا أساسيًا، وكذلك الكابتن، إلا أن القدر وقف حائلًا أمامه لتحقيق حلمه الرياضي.

ورغم ارتباطاته العسكرية لم تمنعه الظروف من الانضمام إلى مجموعة «الحرافيش»، التي كان من أبرز أعضائها الأديب الراحل نجيب محفوظ، وأستاذ الفلسفة زكي نجيب محمود، وهو التجمع الذي شجعه على دخول عالم الفن، سواءً كتابةً أو تمثيلًا.

في عام 1951 بحث المخرج إبراهيم عز الدين عن شخصٍ يجسد دور الفارس بمعنى الكلمة، وهو ما دفعه للتوجه إلى إدارة الخيالة والفروسية بالقوات المسلحة، وخلال الزيارة أُعجب بأحمد مظهر، الذي وافق على المشاركة في فيلم «ظهور الإسلام» بشرط أن يسمح له بذلك الفريق محمد حيدر باشا، وزير الحربية حينها، وهو ما حدث.

وفي أواخر يونيو 1952 استعد منتخب للفروسية، بقيادة مظهر، للمشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية بـ«هلسنكي» في فنلندا، وتوجهت البعثة حينها لتمثيل البلاد، وقبل 3 أيام من بدء المنافسات، وبعد تدريبات قوية بقيادة مظهر، الذي كان رتبته بكباشي، صدر الأمر من رئيس الوفد، محمد طاهر باشا، بعودة البعثة إلى القاهرة.

وكان سبب العودة إلى مصر هو إعلان مجموعة الضباط الأحرار عن قيامهم بحركة لتطهير البلاد، وهو ما حرم مظهر من تحقيق إنجاز أوليمبي، مع العلم بأنه تم السماح بمشاركة آخرين من ألعاب مختلفة في المنافسات، نظرًا لأنهم بدأوا اللعب قبل ثورة يوليو.

وشارك مظهر في ثالث حروبه، وآخرها في عام 1956، بعد تعرض البلاد للعدوان الثلاثي، وهي نفس السنة التي جسد فيها دور «الأمير علاء» بفيلم «رد قلبي»، وحضر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، رفقة زكريا محيي الدين وكمال الدين حسين، جلسات التصوير 3 مرات، كما شهد الزعيم العرض الأول بسينما «أمير» بالإسكندرية في عام 1975.

وبانتهاء العدوان الثلاثي على مصر، قرر مظهر إنهاء حياته العسكرية في عام 1956، وكان حينها برتبة «قائمقام»، أي عقيد.

وتعرض مظهر خلال فترة تواجده بالقوات المسلحة لحادثة غيّرت مجرى حياته، وهو مقتل أحد أصدقائه خلال زيارة بمنزله، بعد أن داعب نجل الفنان الراحل، الذي تناول مسدسًا ممتلئًا بالرصاص، ليطلق النار على الضيف، الذي سقط صريعًا.

ورغم عدم إخفاء الأب، أحمد مظهر، للمسدس الميري عن طفله إلا أنه لام زوجته على ما وقع، وهو السبب الأرجح الذي أدى إلى انفصاله عنها في ذلك الوقت.

 

معلومات الكاتب

رئيس قسم الأخبار