" جاسوس ابن جاسوس " : شقيقته أبلغت عنه ويرى نفسه محظوظًا بجنسية إسرائيل ...

منذ 42 عامًا مضت، وقف العالم مشاهدًا لحرب دارت رحاها بين قوتين إحداهما عربية والأخرى عبرية في شبه جزيرة تسمى سيناء، احتلتها الثانية على مدار أعوام ست انتهت بمعاهدة سلام في العام 1979.

بعد هذه الأعوام الإثنين والأربعين، وفي 2015، وقف العالم نفسه وإن تغيرت ملامحه ليشاهد الطرفين، المتحاربين بالأمس القريب، وإسرائيل، يتفقان على تبادل سجناء، لم يكن من بينهم من هو أكثر إثارة للتساؤلات من شاب ثلاثيني يسمى عودة ترابين نقلت الأخبار أنه سيسافر إلى إسرائيل.

و«ترابين»، كان أحد الأدوات التي استخدمتها إسرائيل في الصراع الجديد مع مصر، ذلك الصراع الخفي الدائر بأسلحة مختلفة عن تلك التي تواجه بها الطرفان في أكتوبر 1973، وتتمثل في «التجسس وحرب المعلومات والاستخبارات».

كان عودة ترابين في هذا الصراع، جاسوسًا، ألقت السلطات المصرية في مطلع الألفية الثالثة القبض عليه، تمامًا كما فعلت مع زملائه من «رجال الدولة العبرية»، الجواسيس «عزام عزام المُفرج عنه عام 2004، الإسرائيلي/الأمريكي إيان جاربيل، الذى تم القبض عليه بعد أحداث ثورة 25 يناير بشهور وأفرج عنه فى نفس العام من خلال صفقه تبادل سجناء».

ومقارنة بما حظت به قضيتا «عزام» و«جاربيل» من تناول إعلامي وتغطية لكامل تفاصيلهما، كان عودة ترابين الذي قضى في السجون المصرية 15عاماً، ـ هي المدة الكاملة للحكم القضائي الصادر ضده- لغزاً، حيث لم تحظ قضيته بالتدقيق الكافي، فالبعض لم يسمع بهذا الاسم إلا عندما أعلنت السلطات المصرية الإفراج عنه منذ أيام.

ونرصد هنا المعلومات عنه وفقًا لما ورد في مواقع «مونيتور» و«يديعوت أحرونوت» و«هاآرتس».

- اسمه كاملاً عودة سليمان ترابين، ابن قبيلة الترابين، أحد أكبر القبائل البدوية التي تنتشر في صحراء النقب والعقبة وسيناء.

- ولد عام 1981 في مدينة العريش بشمال سيناء.

- حُكم على والده سليمان الترابين بـ25 عامًا غيابيًا بتهمه «التجسس لصالح إسرائيل»، بعد أن جنده جيش الدفاع الإسرائيلي أثناء فتره احتلال سيناء، حيث كانت مهمته رصد تحركات المقاومة الشعبية في مدينة العريش.

- عام 1990، وعندما كان «الطفل عودة» في التاسعة من عمره، فر والده بعد الحكم عليه بصحبه عائلته إلى الأراضي إلإسرائيلية واستقر في منطقة رهط بصحراء النقب، وتم منحه هو وعائلته الجنسية الإسرائيلية.

- عام 2000، وفي عمر الـ19 ألقي القبض على «عودة» أثناء تسلله للأراضي المصرية بشكل غير قانوني.

- أفرج عنه بعد احتجازه والتحقيق معه من قِبل السلطات المصرية، وعاد إلى إسرائيل بعد أن ادعى أنه تسلل لرؤيه شقيقته المتزوجة، والتي تعيش في مدينة العريش.

- مثلُ عودة أمام محكمة عسكرية، وصدر بحقه حكمًا غيابيًا بـ15 عامًا بتهمة التجسس.

- في العام نفسه، 2000، ألقي القبض عليه مرة أخرى بعد أن كرر التسلل إلى الأراضي المصرية، وفي هذه المرة تم احتجازه لقضاء مدة العقوبة.

- قضى عودة فترة عقوبته في سجن طره، وهو السجن نفسه الذي كان يقضى فيه الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام عقوبته.

- لم يعلن عن القبض عليه رسميًا من قبل مصر أو إسرائيل حتى عام 2004.

- أنكر «عودة» الاتهامات الموجهه إليه، وادعى أنه لم يحظ بمحاكمة عادلة، فى حين صرح محاميه الإسرائيلي بأنه «يعاقب بذنب والده».

- قال اللواء نبيل أبوالنجا، من وحدة الصاعقة سابقًا في حوار مع برنامج «العاشرة مساءً» أن شقيقة «عودة» وزوجها هم من أبلغوا عنه السلطات المصرية.

- فشلت محاولات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبه في الإفراج عنه عن طريق عقد صفقات تبادل سجناء.

- كان من بين المحاولات الإسرائيلية، عرضًا بمبادلة عودة بأكثر من 60 سجين مصري بالسجون الاسرائيلية، معظمهم محكوم عليهم في قضايا متعلقه بالتهريب.

- فى عام 2013، أعلن «عودة» الإضراب عن الطعام، اعتراضًا على سجنه والمطالبة بالإفراج عنه بعد أن أرسل خطاب للسفير الإسرائيلي في مصر يقول فيه «إسرائيل لا تفعل اللازم لإخراجي من هنا، لم يعد لدي سبيل سوى الإضراب عن الطعام».

- في ديسمبر 2015، خرج «عودة» عند انتهاء المدة الكاملة لعقوبته، وعاد إلى إسرائيل فى صفقه تبادل سجناء.

- قابل عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد الإفراج عنه، وقال: «أنا محظوظ لكوني مواطن إسرائيلي، الدولة التي تفعل أي شىء من أجل مواطنيها».

- في المقابل أطلقت إسرائيل سراح 6 سجناء مصريين جميعهم قبض عليهم فى قضايا متعلقة بالتهريب. اثنان منهم قضيا مدة عقوبتهم كاملة في السجون الإسرائيلية.

معلومات الكاتب

رئيس قسم الأخبار