سر خطابات غاندي لصديقه اليهودي : «لقد امتلكت جسدي بشغف كامل» ...

«لا أقبل ادعاء القداسة..أنا عرضة للضعف مثلكم تماماً»، قالها «غاندي» عام 1920، قبل حصوله على لقب «المهاتما الروحي»، وفي أواخر عام 2012، طُرح سؤالا أثار الجدل بشأن المهاتما غاندي، الزعيم الهندي الراحل، «هل كان غاندي مثلي الجنس؟»، وذلك بعد أنّ اشترت الهند مُذكراته الخاصة التى عُثر عليها، لوقف المزاد العلني.

وأعلن منظمو المزاد في بيان: «سوثبي (الدار المنظمة للمزاد) يسرها أن تعلن أن أرشيف Gandhi- Kallenbach، والذي كان من المقرر أنّ يطرح في مزاد في الأدب الإنجليزي، يوم 10 يوليو عام 2012، تم بيعه في اتفاقية خاصة للحكومة الهندية»، وفقًا لموقع بي بي سي، وتغطّى الخطابات الفترة من 1904 حتى 1945، ومعظم تلك الرسائل من أقارب وأصدقاء، لكنها تضم 13 خطابًا على الأقل بعث بها إلى المعماري اليهودي هيرمان كالينباخ.

ونُشرت القصة آنذاك في جميع الصحف الرائدة في العالم الناطق بالإنجليزية، فيما ذهبت المذكرات النادرة إلى أدراج الأرشيف الوطني في الهند، واستقرت أخيرًا في العاصمة، نيودلهي.

وأرجعت وزارة الثقافة الهندية أسباب حرصها على اقتناء المذكرات: «هذه الوثائق فريدة، ندرس عبرها الأشياء كما حدثت من منظور غاندي، ولهذا فهي تكتسب أهمية قصوى عندّما يتعلق الأمر بالحفاظ على التراث الهندي، وهذا هو السبب الذي دفعنا لشرائها»، وفقًا لمّا نشر في صحيفة «نيويورك تايمز».

بدأت القصة عندما التقى الرجُلان، غاندي وهيرمان كاليبناخ، في عام 1904 في جنوب أفريقيا، حيث كانت لديهم نقاشات طويلة المدى حول القضايا الدينية، ثُم تطورت العلاقة بعد ذلك لكّي تصبح علاقة روحية، وكان يعيش الصديقين في شارعٍ هادئ، شمال «جوهانسبرج» الوسطى، وقد تم تصميم المنزل من قِبل المقربين، بالإضافة إلى المهندس المعماري، هيرمان كاليبناخ.

وكان «Kallenbach- كاليبناخ»، رفيق غاندي، مهندسا معماريا، ينتمي إلى أصول يهودية، فيما كان يعيش في جنوب أفريقيا، حتى أصبح مواطنًا عام 1896، وتدرج في الوظائف فيما بعد، ليُصبح المهندس الرئيسي في جوهانسبرغ، وهُناك تعرف غاندي عليه.

تعود المذكرات التى كان يمتلكها كاليبناخ إلى غاندي، وبعض الرسائل الأخرى التي كُتبت من قِبل العائلة والأصدقاء وغيرهم، والتى تذكُر تفاصيل حياته قبل أن يسافر من الهند، وبعد أن عاد إليه.

وفي عام 2012 أيضًا، خصص مدير تحرير صحيفة «نيويورك تايمز»، جُزءًا من الكتاب الذي نشره عن السيرة الذاتية لغاندي تحت عنوان «الروح العظمى»، عن العلاقة «الحميمية» التى جمعت بين الرجلين، فقد تعهدا أنّ يقدما لبعضهما الحب، حتى وأنه كتب: «عاشا سعيدين لفترة يراقبان النجوم كُل مساء على سطح منزلهما».

وفي رسالة أخرى يقول: «لا أستطيع أن أتخيل شيء أقبح من ممارسة الجنس بين الرجال والنساء»، حتى أن الكاتب اكد أن غاندي كان يلقب نفسه بـ«لغرفة العليا» بينما يكنى صديقه بـ«الغرفة السفلى».

وفي عام 1914، اضطر غاندي إلى مغادرة جنوب أفريقيا، وبالتالي الابتعاد عن صديقه، وعاد إلى الهند، ولكنه لم يُسمح لصديقه بدخولها بسبب الحرب العالمية الأولى، لكنهما بقيا على تواصل، عبّر الرسائل، والتى أرفقها الكاتب، جوزيف ليليفيلد، في كتابه بقلم المهاتما، بعد أنّ حصل عليها عن طريق سجل المحفوظات الوطنية الهندية، بعد أنّ استقرت هناك، حينما اشتراه من أحفاد كالينباخ في أحد المزادات، وفقًا لموقع «بي بي سي»

ورغم أنّ «ليليفيلد» حاول تبرير موقفه، مشدداً على أنه لم يورد لفظ «مثلي» في كتابه، إلا أن الرسائل التي نشرها على أنها بقلم غاندي وموجهة لصديقه الحميم لا تحتمل الشك، على حد قوله، ومن بينها قول غاندي لكالينباخ في إحدى الرسائل «لقد امتلكت جسدي بشغف كامل..إنها عبودية مطلقة»، وفيها يخبر صديقه عن اشتياقه البالغ له وعن وضعه لصورته على رف الموقد الخاص به قبالة سريره.

وأراد «ليليفيلد» في كتابه، تحذير القراء بأنه لن يتحدث عن غاندي «قديس السلام»، بل غاندي الإنسان المعرض لشتى أنواع الخطايا، لأنّه أراد البحث وراء التاريخ الحقيقي لغاندي وليس الأسطورة المتوارثة، وفقًا لموقع «بي بي سي».

وفي السياق نفسه، حاول الكاتب الأمريكي David Saks، أنّ يدحض نظرية الهجوم على غاندي بسبب ما نُشر عن علاقاته الجنسية، قائلاً إنّ «غاندي سيظل شخصية نبيلة، كرس جزءًا كبيرًا من حياته لمحاربة الظلم العنصري، وهو بلا شك أعظم القادة في التاريخ، والمفكرين الذين لاتزال حياتهم، تُلهم الملايين في جميع أنحاء العالم، فلابُد الابتعاد عن الخوض في أسراره وحياته الشخصية».

 

معلومات الكاتب

رئيس قسم الأخبار