«أزمة الفكة» : أشعلت الحرب بين العراق وإيران ...

قرب الحدود الإيرانية وعلى بُعد 500 متر من حقول النفط المشتركة بين إيران وحدود العراق، يقع حقل نفط يُسمى بئر «الفكة»، وفي روايات أخرى «جبل الفكة» ، فيما تنقسم البئر إلى جزأين شمالي وجنوبي، ربما تبدو قصة البئر عادية عند هذه النقطة، ولكن عندما تعرف أنّ البئر تسببت في إشعال أزمات بين البلدين، إلى أن انتهت عام 2009، لابد أن تكون لتلك البئر قصة طويلة .

في عام 1979 بدأ الإنتاج الفعلي للحقل ، بواقع 50 ألف برميل يوميًا ، فيما يصل مخزون الحقل من النفط لأكثر من 2 مليار برميل، حسب تصريحات وزارة النفط العراقية، كما كانوا يتوقعون لمستقبل حقل النفط .

وشهد الحقل إبان الحرب العراقية الإيرانية أعنف المعارك ، وتقاتل عليه الطرفان بشدة ، لكن القوات الإيرانية لم تتمكن من الاستيلاء عليه بسبب قوة الدفاعات العراقية ، وضحى الكثير من أفراد الجيش العراقي بأرواحهم دفاعًا عنه وقد نجحوا في إبقائه عراقيًّا .

ومع بدايات عام 2009، عبرت قوة إيرانية الحدود العراقية واستولت على بئر رقم 4 من سلسلة الحقول التى تصل إلى 23 بئرًا، وأنزلت العلم العراقي المرفوع فوق البئر وعلقت مكانه العلم الإيراني، واستمر الخلاف بين البلدين بسبب البئر، وفضلت العراقية الحل بالطرق الدبلوماسية، وبعد المفاوضات التي استمرت ما يقارب الشهر انسحبت القوات الإيرانية من الحقل في 2010 وعاد الحقل إلى العراق.

وتشكلت لجنة عراقية إيرانية لإعادة رسم الحدود الجنوبية من كلا البلدين لإنهاء الخلاف على الحدود منذ اتفاقية الجزائر المبرمة بين البلدين سنة 1975 في وقت نظام صدام حسين في العراق والشاه في إيران.

واعترف الوزير الإيراني السابق "متكي" بتجاوز جنود إيرانيين لحدود العراق عند منطقة الفكة بالقول : «كان هناك تجاوز من بعض قوات الحدود، وقد أعيدت القوات العراقية إلى مكانها الأصلي وتم إصدار الأوامر للقوات الإيرانية للرجوع إلى مكانها الأصلي» ، حسب موقع بي بي سي. 

 

معلومات الكاتب

رئيس قسم الأخبار