وصف مبارك بـ«حامي الحدود الإسرائيلية» للسيسي : "اتركوا اثيوبيا و نحن سنعوضكم" ...

توفي الرئيس الإسرائيلي والحاصل على جائزة نوبل للسلام شيمون بيريز، عن عمر ناهز الـ93 عامًا، بعد صراع مع المرض.

وكان «بيريز» قد أُصيب بجلطة في المخ صاحبها نزيف داخلي، نُقل على إثرها لمستشفى «تل هشومير»، وتم وضعه في قسم العناية المركزة، بسبب حالته الحرجة، وفقًا لما أعلنه الأطباء بالمستشفى.

وتولى «بيريز» مناصب عدة خلال 5 عقود، وكان أحد قيادي حزب العمل، وهو المسؤول الإسرائيلي الوحيد، الذي تولي منصبي رئيس وزراء ورئيس الدولة، كما يُعرف بأنه مهندس البرنامج النووي الإسرائيلي، الذي جعل إسرائيل سادس قوة نووية على مستوى العالم، ورغم ذلك فقد اكتسب «بيريز» شهرة عالمية باعتباره «صانع سلام»، لدوره في مفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينية، وتوقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 بالعاصمة النرويجية، ولدوره في عملية السلام حصل على جائزة نوبل للسلام، بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، آنذاك، إسحق رابين، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات .

ومنذ بداية انخراط بيريز في العملية السياسية في إسرائيل، كان له العديد من المواقف، والتصريحات، المتعلقة بمصر، ورؤسائها، وبعض القضايا الهامة، وعلى رأسها اتفاقية السلام .

- العدوان الثلاثي على

كان بيريز له دورًا في العدوان الثلاثي على مصر، والذي شنته كلًا من إسرائيل، وفرنسا، وبريطانيا في عام 1956، فقد شارك بيريز في الاتصالات مع البلدين لتنفيذ الهجوم، وكان ذلك العدوان بمثابة حرب استباقية، لتأمين حرية الملاحة، وردع مصر، فبعد تأميم قناة السويس، مُنعت السفن الإسرائيلية من المرور.

- حرب 6 أكتوبر 1973

بعد حرب أكتوبر وخلال ثلاث سنوات، كان بيريز يلعب دورًا مركزيًا في مجال أمن إسرائيل عندما كان وزيرًا للدفاع وقام بإعادة إحياء الجيش وتعزيز قوته ولعب دورًا هامًا في مفاوضات فك الارتباط والتي تمخضت عن الاتفاقية الانتقالية مع مصر في 1975، بحسب موقع nakba.ps.

- عملية السلام بين مصر وإسرائيل

كان بيريز أحد ممثلي إسرائيل في عملية السلام  مع مصر، وكشف عن بعض كواليس المفاوضات، والتي توجت بتوقيع اتفاقية سلام بين البلدين، وصرح بيريز بأن إسرائيل حاولت بدأ المفاوضات بعد هزيمة 67، واحتلال سيناء، حيث قال: «عرضنا على عبد الناصر السلام 5 مرات، ولكنه كان يرفض دائمًا».

وتابع : «فى عام ١٩٦٨، حمل وزير الخارجية الأمريكى، ويليام روجرز، رسالة مهمة إلى القاهرة، كان مفادها تنازل إسرائيل عن سيناء كلها لصالح مصر مقابل السلام المصرى الإسرائيلى، إلا أن رد عبدالناصر كان قاطعًا، وهو الرفض التام».

- اتفاقية كامب ديفيد

بعد عام من اندلاع ثورة يناير، والإطاحة بمبارك، نادى بيريز بضرورة احترام مصر لمعاهدة كامب ديفيد، حيث قال: «إذا تخلت مصر عن السلام مع إسرائيل، فإن الأمر سيعود بالضرر على الشعب المصري، وأن إسرائيل عليها بذل كل الجهود المستطاعة للحفاظ على المعاهدة» كما أشار إلى أن إسرائيل معنية بمواصلة علاقاتها مع مصر .

- مبارك حامي الحدود الإسرائيلية

في أحد التصريحات للرئيس الإسرائيلي السابق، أثنى بيريز على زعماء وقادة العرب، الذين كان لهم دور في الدفاع عن حدود إسرائيل، فقد خص الرئيس مبارك بالشكر والثناء لحمايته سيناء، التي تشترك حدودها مع إسرائيل، كما شكر الملك عبدالله الثاني العاهل الأردني، لحمايته الحد الشرقي للأراضي الفلسطينية المحتلة، وشكرهم على حمايتهم للحدود معه، وقال بيريز تعليقًا على ذلك: «لم الأمر كما كان، لن يكون هناك مبارك آخر، والآن الخطر يحق بنا».

- ثورة يناير

بعد اندلاع مظاهرات ثورة 25 يناير في عام 2011، ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، أن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، تعمد خلال الكلمة التي ألقاها في مؤتمر اللوبي المؤيد لإسرائيل في أوروبا، توجيه جزيل الشكر لمبارك، لتدخله الأخير، الذى حال دون وقوع حرب أهلية بين المصريين المعارضين لمبارك والمؤيدين له، وأن هذا التدخل حقن دماء المصريين. 

كما أعرب بيريز عن تقديره وشكره للرئيس مبارك، بسبب دوره الكبير فى دعم وإرساء الاستقرار بين مصر وإسرائيل، وذلك فى أعقاب اتفاقية السلام، التى وقعت بين الجانبين عام 1978، هذا بجانب دور مبارك فى دفع عملية السلام فى كثير من الدول المتواجدة بمنطقة الشرق الأوسط.

كما حذر بيريز من خطورة وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم فى مصر، مؤكدًا أن الإخوان المسلمين سوف يتسببون فى فقدان مصر للسلام، ولن يجلبوا الاستقرار والسلام إلى بلادهم والدول المحيطة بالمنطقة، حتى ولو تم انتخابهم بشكل ديمقراطى.

- خطاب مرسي لبيريز

أثار خطاب اعتماد السفير المصري الجديد في إسرائيل، عاطف سالم، الذي سلمه للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، موقع من نظيره المصري محمد مرسي، جدلًا كبيرًا في مصر، فقد كُتب في بداية الخطاب «عزيزي وصديقي العظيم» واصفًا بيريز، كما وقع في نهايته «صديقكم الوفي» محمد مرسي.

واستخدم ذلك الخطاب للترويج لازدواجية الإخوان المسلمين، في حين أكد بعض الخبراء والمسؤولين أن تلك الصيغة، هي الصيغة الموحدة لتلك الخطاب الدبلوماسية، وأن العبارات الودية هي نمط تقليدي، وصيغة موحدة لا يتم تغييرها، ولا ينبغي تحميل مثل هذه العبارات معاني أكبر من حجمها، أو اعتبارها تغيراً في شكل العلاقات بين مصر وإسرائيل.

- عزل مرسي والإخوان المسلمين

خلال لقاء الرئيس الإسرائيلي السابق مع «فرانس 24»، تحدث عن الوضع في مصر بعد عزل مرسي، وقال «إن الإخوان المسلمين فشلوا في مصر، لأنهم لم يقدموا حلًا، ولم يكن للجيش خيارًا آخر، وأن تلك كانت المرة الأولى، التي تواجه فيها مصر خطر المساس بسلامة أراضيها، في سيناء وفي أماكن أخرى، وهذا ما دفع الجيش للتدخل، وما دفع البعض يدعم الجيش».

وتابع : «استعمال عبارات قديمة لوضع جديد من الخطأ، ولا أظن أن الجيش كما كان في الماضي، ولا أظن أن الإخوان المسلمين، لا زالوا كما كانوا في الماضي، والأمور تتغير، وإن أملي وأمنيتي هو أن تتجاوز مصر مخاطرها وصعوباتها».

وحول تجميد جزء من المساعدات الأمريكية لمصر قال بيريز: «إنه كان من الأفضل ألا تفعل الولايات المتحدة هذا، فمصر تعيش وضعًا صعبًا جدًا، ولا يجب القيام بمثل تلك الأمور، عندما نرى شعبًا يعيش وضعًا حرجًا».

- ترحيبه بالسيسي

اتصل بيريز بالرئيس عبدالفتاح وهنأه بفوزه في الانتخابات، رغم أنه لم يُدع لحفل التنصيب الرسمي. وأكد «بيريز» خلال الاتصال التزام إسرائيل بالحفاظ على اتفاقية السلام مع مصر وتعزيز التعاون في كل المجالات بين الدولتين.

وخلال مشاركة الرئيس الإسرائيلي السابق في منتدي دافوس للاقتصاد في الأردن، وأثناء إلقاء كلمته أعرب عن إعجابه بالسيسي، فقد قال: «الرئيس المصري تحدث عن المستقبل، والقضايا المشتركة فيما بيننا ولديه رسالة أمل».

- نهر النيل وسد النهضة الأثيوبي

تحدث بيريز خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في مدينة هرزيليا بإسرائيل في يوم 8 سبتمبر 2014، عن أهمية العلم، واحتلال الأرض، وأن الصراع كان على الأرض، ولكن الآن الجيوش لا تستطيع احتلال العلم، وأنه من خلال الحروب تستطيع احتلال مزيد من الأراضي، ولكن تحصيل العلم أفضل من أي أرض، وأن إسرائيل لم تزد من مساحتها ولكن زادت من محاصيلها من خلال العلم، وتحدث بيريز عن مصر ومياه النيل قائلًا: «النيل نقصت مياهه 10% إلى الآن، بينما زاد عدد سكان مصر خمسة أضعاف، ولا يدرون ماذا يفعلون، وأثيوبيا تبني الآن سدًا لأنهم يريدون الحصول على بعض مياه النيل الأزرق، الذي تملكه أثيوبيا».

وتابع بيريز : «قلنا للمصريين لا تذهبوا للحرب فالحرب مكلفة جدًا، ونحن نستيطع مساعدتكم في أن تصنعوا من النيل الواحد ثلاثة»، وقال إن إسرائيل تبدأ الآن تجربة جديدة، وهي «الغذاء مقابل السلام»، وإنه كما يمكن إعادة تدوير الغذاء، فإنه يمكن إعادة تدوير المياه، وإن إسرائيل تتميز في العلم كما تتميز في القتال .

 

معلومات الكاتب

رئيس قسم الأخبار