زواج يوسف شعبان من إبنة «إمبراطورة إيران» ...
جرى العرف أن تتزوج الأميرات من ملوك وأولياء عهد وكبار رجال الدولة والأباطرة، وأن يعشن حياة هادئة مطمئنة يحكمها الرفاهية والعيش الرغد، وحتى لو ثارت ثائرة الشعب وقرر سحب كل تلك الأمور من العائلة المالكة، فإن من تربى على عيشة الملوك لن يرضَ سواها.
لكن فتاة شابة يرجع نسبها إلى العائلة الملكية المصرية، قررت أن تخالف تلك التقاليد وتتزوج من خارجها بعد أن التقت بممثل كان يخطو خطواته الأولى في التمثيل.
في عام 1950، قبل الثورة بسنتين، أنجبت الأميرة فوزية بنت الملك فؤاد الأول، وأخت الملك فاروق، طفلة سمتها «نادية»، من زوجها الثاني، بعد شاه إيران، وكان يدعى إسماعيل شيرين، آخر وزير حربية في العهد الملكي.
ربت «نادية» مع والديها وأخيها «حسين» في الإسكندرية، حيث البلد التي ولدت فيها الأميرة فوزية وأرادت أن تعيش مع زوجها في هدوء بعيدًا عن صخب المدينة ومشاكلها، وبعد سنوات عدة، وبالتحديد في نهاية الستينات، دخلت «نادية» الجامعة الأمريكية لتدرس الأدب الإنجليزي، وانتقلت للعيش في أحد بيوت المغتربات في حي «جاردن سيتي»، الشهير بالقاهرة.
ووفقًا لجريدة «الأهرام» فإنه ذات يوم حضرت «نادية» إلى حفل عيد ميلاد إحدى صديقاتها، وهناك تعرفت على فنان شاب يدعى يوسف شعبان، ويبدو أن «كيوبيد الحب» كما يطلقون عليه أصاب كليهما، فكان اللقاء الأول بينهما بداية لفصل آخر من علاقة ولدت بعيدًا عن شاشات التليفزيون وكاميرات السينما.
كان «شعبان» خارج لتوه من بطولة فيلم «حمام الملاطيلي»، مقدمًا دور الشاب «رؤوف» صاحب الميول الجنسية المثلية، أما «نادية» فكانت تعيش في هدوء في مجتمع أبعد ما يكون عن عالم الفن، وربما لم تكن تتخيل يومًا أنها ستحب فنانًا وتقرر الزواج منه.
ووفقًا لصفحة «الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الأول – فاروق مصر»، على «فيس بوك»، التي كذّبت مكان لقائهما الأول وقالت إنهما تلاقيا بعدما حضرت «نادية» مع فنانة صديقة لها إلى مكان تصوير مسلسل كان «شعبان» يصوره، فإن «شعبان» قرر أن يتقدم لخطبة «نادية» على الفور لكنه واجه عاصفة قوية من والديها.
قالت الصفحة إنه بعد لقاء «نادية» و«شعبان» الأول، ظل الأخير يتردد على الجامعة وأبدى لها إعجابه بها، وهو ما شعرت به هي أيضَا تجاهه فقررت أن تنقل الأمور إلى والديها مؤكدة لهما أنها تحب فنانًا، لكن والديها رفضا رفضَا شديدَا في بداية الأمر.
كان «شعبان»، الذي رغب العمل كطيار حربي وحاول الالتحاق بالكلية الحربية لكنه فشل بسبب اشتراط الكلية، في ذلك الوقت، قبول طلاب القسم العلمي فقط من المرحلة الثانوية، له تجربة سابقة في الزواج، من الفنانة ليلى طاهر، التي طلقها أكثر من مرة في سنوات زواجهما القليلة حتى تم الطلاق النهائي، كما أنه فنان، أو «مشخصاتي»، كما كانوا يطلقون على الفنانين في ذلك الوقت، وهو ما كان سببًا في خوف أسلال العائلة الملكية على ابنتهما من العيش مع شخص بتلك المواصفات وجو مثل هذا.
أصرت «نادية»، التي لها أخت غير شقيقة اسمها «شاهيناز»، ابنة شاه إيران، على من رأته يومًا حبيبها، فاضطرت الأسرة إلى الموافقة على مقابلة «شعبان»، ووفقًا لصحيفة «الأهرام» فإنه سافر إلى سموحة بالإسكندرية، حيث يعيش والدا «نادية»، وقابل والدها العقيد إسماعيل شيرين الذي وافق على الزواج بسبب حب ابنته لـ«شعبان»، وتمت الخطبة والزفاف وتزوجت «نادية»، ابنة العائلة الملكية، من الفنان يوسف شعبان.
وذكرت جريدة «الأهرام» على صفحاتها في اليوم التالي: «بعد قصة حب دامت شهرين تم في الإسكندرية عقد قران الفنان السينمائي، يوسف شعبان، 36 سنة، من نادية إسماعيل شيرين، 21 سنة، وهي الابنة الثانية لإمبراطورة إيران السابقة، فوزية، كبرى شقيقات فاروق ملك مصر السابق».
انتقلت «نادية» للعيش في حي «الزمالك» مع زوجها، وصارت الأمور في بدايتها هادئة، إلى أن انقلبت الأمور رأسًا على عقب، واضطر الزوجان إلى إنهاء علاقتهما الزوجية أثناء حمل «نادية» في مولودتها، وانتقلت من جديد إلى حي «سموحة» بالإسكندرية، للعيش في فيلا والديها.
وأرجعت صفحة «الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الأول – فاروق مصر»، على «فيس بوك»، سبب طلاق «نادية» من «شعبان» إلى عدم استطاعة «نادية» تحمل العيش مع فنان، وقالت إن «حياة الفنانين المزعجة و الصخب الذي تحدثه شلة يوسف شعبان و أبرز أفرادها الفنان محمد صبيح و الراقص وحيد بالفرقة القومية أدى إلى الطلاق».
أنجبت «نادية» من «شعبان» طفلة سمتها «سيناء»، ومعروفة بين عائلتها باسم «ساي»، وتربت مع والدتها ما بين الإسكندرية ودول أوروبية، وتخرجت في كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، وتزوجت من رجل أعمال، وحضر والدها حفل زفافها.
كانت «نادية» الزوجة الثانية في حياة «شعبان»، ثم تزوجت بعده من رجل الأعمال، مصطفى رشيد، الذي أنجبت منه فتاة تدعى «فوزية»، على اسم والدتها، أخت الملك فاروق، وتوفيت «نادية» عام 2009، وتوفيت والدتها «فوزية» عام 2013، بينما توفي والدها إسماعيل شيرين، عام 1994.