أخبار عاجلة

خطف الأقباط يتصاعد بالمنيا: مسلحون يحتجزون «10» فى أسبوع واحد مقابل فدية «مليونية»

خطف الأقباط يتصاعد بالمنيا: مسلحون يحتجزون «10» فى أسبوع واحد مقابل فدية «مليونية» خطف الأقباط يتصاعد بالمنيا: مسلحون يحتجزون «10» فى أسبوع واحد مقابل فدية «مليونية»
ملثمون خطفوا مندوب مبيعات وباعوه بـ«دلجا» بـ20 ألف جنيه.. مجهولون خطفوا طبيبين بسمالوط وطلبوا مليونى جنيه.. و«ديفيد» حرّره والده بـ100 ألف

كتب : إسلام فهمى الثلاثاء 08-10-2013 10:57

تصاعدت جرائم خطف الأقباط بالمنيا، حيث تم خطف 10 مواطنين، بينهم 5 أطباء، خلال أقل من أسبوع، فى الوقت الذى ترفض مصادر أمنية وصفها بأنها تحولت إلى «ظاهرة»، مؤكدة أنها فردية، لا ينبغى تعميمها، فيما يرى آخرون أن خطف الأقباط متعمد بهدف الانتقام منهم، والضغط على .

كان اللواء أسامة متولى، مدير أمن المنيا، تلقى إخطاراً بقيام مجهولين، بخطف أشرف بولس عزيز، طبيب بشرى، ومقيم بمدينة بنى مزار، أثناء عودته من عيادته الخاصة، بقرية الخواجة، وأن الجناة طلبوا من أسرته مليون جنيه لإطلاق سراحه، كما تلقى بلاغاً آخر باختطاف طبيب يدعى ماجد ولسن، مقيم بقرية نزلة أسمنت، التابعة لمركز أبوقرقاص، جنوب المنيا، أثناء عودته من عيادته مستقلاً سيارته الخاصة، تحت تهديد السلاح، وطلب مختطفوه نصف مليون جنيه، لإطلاق سراحه، كما تلقى مدير الأمن، بلاغا آخر، بأن ملثمين، خطفوا مندوب مبيعات بشركة حلويات، يدعى نبيل فايق بشرى، 40 سنة، ومقيم بقرية الطيبة، التابعة لمركز سمالوط، أثناء وجوده بمدينة ملوى، ثم اصطحبوه لمنطقة تونا الجبل، وباعوه لعصابة أخرى بقرية دلجا، مقابل 20 ألف جنيه، وطلب خاطفوه الجدد 200 ألف جنيه لتحريره، قبل أن يتم تخفيضها إلى 80 ألف جنيه، وتم إطلاق سراحه بعد دفع الفدية.

ومساء ليلة الأحد قبل الماضى.. خطف مجهولون صاحب صيدلية، يدعى برسوم سمير القس، مقيم بقرية الطيبة بسمالوط، عندما هاجم الجناة الصيدلية، واصطحبوه لمكان مجهول، ثم اتصلوا بأسرته، وطلبوا دفع مليون جنيه، وبعد التفاوض معهم تم تخفيض المبلغ إلى 150 ألف جنيه، ولم يتم تحريره حتى كتابة هذه السطور، وفى نفس الليلة.. تم خطف صيدلى يدعى هانى سيدهم، من مدينة المنيا، وتم تحريره بعد دفع مبلغ 300 ألف جنيه، جمعها زملاؤه الصيادلة، وبحسب أحد أقاربه.. فإن المجنى عليه، تعرض للتعذيب خلال فترة احتجازه بمنطقة مجهولة، يُرجح أن تكون بإحدى قرى الظهير الصحراوى، وتم تحريره بعد دفع الفدية.

كما خطف مجهولون، رفعت حنا، 65 سنة، شيخ بلد، عند استقلاله سيارة ربع نقل محملة بمواد بناء، تحت تهديد السلاح، كما تم خطف صبحى حبيب أندراوس، 49 سنة، موظف ومقيم بقرية الروضة، أثناء عودته من العمل.

وتعرض الدكتور نادى عزيز، إخصائى أمراض صدرية، لمحاولة خطف فاشلة، فبعد أن أغلق عيادته الخاصة، بحى المعصرة بالطريق الدائرى بسمالوط، ولدى توجهه لصيدلية مجاورة، حضر إليه رجل مسن، وطلب منه توقيع الكشف الطبى عليه، وفور دخوله العيادة، فوجئ بـ 4 ملثمين حاولوا الإجهاز عليه، فاستنجد الطبيب بجيرانه فطعنه أحد الجناة بسكين، وفروا هاربين مستقلين سيارة جيب شيروكى سوداء اللون بدون لوحات معدنية، ومكث بالمستشفى 5 أيام، وبعد خروجه، حرر محضراً بالواقعة.

وكان مأمور مركز شرطة مطاى قد تلقى، فى وقت سابق، بلاغاً من ميلاد مرقص كامل، 30 سنة، مندوب مبيعات، بشركة أدوية يفيد بأنه أثناء سيرة بالسيارة رقم 657 «ف - د - ر»، بطريق المحيط التابع لدائرة المركز، وبرفقته زوجته، غادير فهمى، 33 سنة، وإيهاب شكرى، 38 سنة، وزوجته كريستين عادل، 26 سنة، فوجئوا فى طريق عودتهم من زيارة دير الأنبا صموئيل، بمدخل قرية منشأة منبال، بـ 3 مسلحين يستقلون دراجة نارية، قاموا باستيقاف السيارة عقب قيامهم بإطلاق أعيرة نارية فى الهواء، والاستيلاء عليها، واختطاف كل: من ماجد ميلاد مرقص 8 سنوات، وشقيقته سارة، 6 سنوات، ومينا إيهاب شكرى، 6 سنوات، وعقب الواقعة اتصلوا هاتفياً بعاطف لويس، وطلبوا فدية قدرها 500 ألف جنيه، نظير إطلاق سراح الأطفال، وعلى الفور، تم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، وتبين أن وراءها كلاً من: فضل.ش، 34 سنة، عاطل، وشقيقه فريد، 31 سنة، عاطل، وتم ضبطهما وبحوزتهما بندقية آلية، و6 طلقات، والسيارة والأطفال المختطفين بداخلها، وبمواجهتها أقرا بارتكابهما للواقعة بالاشتراك مع المتهم الهارب عصام «ج.إ» 30 سنة، فلاح.

وكان الطفل ديفيد، آخر ضحايا عمليات الخطف المنظمة، التى تستهدف أقباط المنيا، حيث تلقى العميد حاتم حمدى، مأمور مركز شرطة المنيا بلاغاً، من عماد ظريف، 44 سنة، مقاول، يفيد بقيام مجهولين بخطف نجله ديفيد، 9 سنوات، وكشفت التحريات عن أن المجنى عليه، تم اختطافه، أثناء وجوده بالقرب من منزله المجاور للترعة الدماريسية المغطاة، وأن مجهولين يستقلون دراجة بخارية، ارتكبوا الواقعة، وفروا هاربين، وتم تحرير الطفل بعد دفع فدية قيمتها 100 ألف جنيه.

من ناحيته.. يرفض اللواء أسامه متولى، مدير أمن المنيا، الاعتراف بأن جرائم الخطف بالمحافظة، أصبحت ظاهرة، كما يشاع، مشدداً فى تصريح خاص لـ«الوطن»، على أنها جرائم فردية، وأضاف أن أجهزة البحث الجنائى ترصد هذه الوقائع عن كثب، وفى كل مرة، يتم التوصل للمتهمين وإلقاء القبض عليهم فى وقت قياسى.

وأكد «متولى» أن هذه الجرائم انحسرت بشكل واضح فى الفترة الأخيرة، مقارنة بالفترة التى سبقت ثورة 30 يونيو، بعد استعادة الأمن سيطرته على الشارع المنياوى.

فيما حمّل مدير منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان، نادى عاطف شاكر، الحكومة، المسئولية، عن تفاقم هذه الظاهرة، لافتاً إلى أن هذه الجرائم، لها أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية، فالأقباط دائماً يتم استخدامهم كورقة ضغط، من جانب بعض التيارات والقوى المتطرفة، لتحقيق مكاسب سياسية، وللانتقام منهم لمشاركتهم فى القضايا والهموم الوطنية.

وتابع أن انتشار جرائم خطف الأقباط بعد ثورة 30 يونيو، لم يأت من فراغ، فهناك عناصر تحرض على استهدافهم، لا سيما أن عمليات العنف، وتخريب المنشآت العامة، أصبحت تواجه بحسم، فانصرف المخربون والبلطجية والمدفوعون من تيارات معينة، لارتكاب مثل هذه الجرائم.

وطالب شاكر، سلطات الأمن، بالتحرك السريع واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، للتصدى لهذه العصابات، وإلقاء القبض على أفرادها، وحصرهم خاصة بمراكز سمالوط وملوى ودير مواس، واستهداف البؤر التى تتخذ من الظهير الصحراوى مأوى لها، لافتاً إلى أن عدم الضرب بيد من حديد على يد هؤلاء سيترك أثراً سلبياً فى نفوس المواطنين الأقباط، خاصة أنهم يتعرضون لعمليات الخطف على مدار عامين والنصف، ويتم استنزاف أموالهم لدفع الفدية، كما أنه فى كل مرة، يتم حل المشكلات التى تقع بالقرى والعزب والنجوع بمجالس الصلح العرفية، التى تضرب هيبة الدولة فى مقتل.

DMC