مباشر: أكد خبراء اقتصاديون لـ"معلومات مباشر"، أن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بشأن تايوان من المتوقع أن يحمل 10 تأثيرات سلبية على الاقتصاد العالمي الذي قد يتعرض لركود وشيك قريباً وسط ارتفاع أسعار الفائدة وزيادة وتيرة التضخم ويعاني تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وشهدت الساعات القليلة الماضية تصعيداً من جانب الصين، حيث أفادت وكالات عالمية بأن بكين تخطط حالياً لإغلاق المجال الجوي فوق شمال تايوان وتبلغ طوكيو وسول.
وقالت وزارة النقل التايوانية، أمس الأربعاء، إن الصين ستخفّض مدة حظر الطيران التي ستفرضها فوق شمال تايوان إلى 27 دقيقة يوم الأحد 16 أبريل، نزولاً من 7 ساعات لمدة 3 أيام متتالية، في الخطة الأولية، فيما قالت كوريا الجنوبية إن الصين أبلغتها بأن جسماً من مخلفات عملية إطلاق فضائي سيسقط شمالي تايوان خلال فترة الـ27 دقيقة.
وبحسب توضيح من شركة "سنشري فاينانشال" لـ"معلومات مباشر"، فإن أبرز تلك المؤثرات السلبية من تصاعد تلك الأحداث الجيوسياسية في تايوان هو الإيقاف المتوقع لحجم تجارة عالمي للسلع والخدمات يقترب من التريليون دولار.
وتحتل تايوان المركز السادس عشر كأكبر اقتصاد تجاري عالمياً، وقد بلغ حجم التجارة في السلع والخدمات 922 مليار دولار عام 2021.
سيناريو الحصار
وبين أرون ليزلي جون، كبير محللي السوق في شركة "سنشري فاينانشال"، إن التصعيد بالأحداث الجيوسياسية في تايوان قد يؤدي إلى تعطيل شديد لهذه التجارة والتي ستؤثر ليس فقط على الاقتصاديات المتقدمة ولكن أيضاص الناشئة.
ولفت إلى أنه إذا حدث سيناريو الحصار ، فإن التأثير الأكبر على النشاط الاقتصادي العالمي سيكون نتيجة تعطل التجارة في تايوان ، وخاصة في مجال الشرائح الإلكترونية.
وأشار إلى أنه في حالة حدوث سيناريو الحصار فإن الشركات التي تعتمد على شرائح تايوانية إلكترونية قد تواجه خسائر في الإيرادات تصل إلى 1.6 تريليون دولار سنوياً.
وأوضح أن تأثيرات الحصار الكامل لتايوان ستكون أشد على الأرجح وسيؤدي تراجع التمويل الدولي للتجارة إلى انخفاض التجارة العالمية مع الصين، ما يؤدي إلى صدمات بالاقتصاد العالمي وأزمات ديون محتملة بين شركاء الصين التجاريين.
وأشار أرون ليزلي جون، إلى أن من تلك المؤثرات السلبية سيتم تقليل تمويل التجارة الذي يقدمه البنوك، والذي يدعم ما يصل إلى ثلث حركة التجارة.
وبين أن من تلك المؤثرات السلبية تدهور الظروف الاقتصادية الداخلية في الصين بشكلِ سريع، بما في ذلك اضطرابات في سلاسل قيمة شرائح الكمبيوتر العالمية، حيث تعتبر الصين منتجاً رئيسياً لسلع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومركز إنتاج عالمي للسلع الأوتوماتيكية.
وأوضح أنه إذا فقدت الصين الوصول إلى شرائح الكمبيوتر التايوانية، فسيؤدي ذلك إلى صدمة اقتصادية كبيرة لقطاع التصنيع في الصين والاقتصاد العام، وسيؤدي أيضاً هذا بدوره إلى تدفقات رأس المال خارج الصين.
وبين أن ذلك يضع ضغوطاً على سعر صرفها ويخفض واردات الصين من بقية العالم، ويؤثّر على مصدري السلع ويضع ضغوطاً على عملاتهم وميزانياتهم، وسيتأثر شركاء التجارة الأسيويين في الصين، مثل فيتنام وكمبوديا وهونج كونج والمكسيك، مباشرة بالاضطرابات التجارية.
ولفت إلى أنه في حالة نشوب صراع في تايوان، من المحتمل أن يقوم المستثمرون الأجانب بتصفية استثماراتهم في الأوراق المالية الصينية، وستتأثر الأنشطة الاستثمارية والإقراضية الصينية الخارجية.
وأكد أن الدول التي اعتمدت على إعادة التمويل وإعادة الجدولة للقروض الصينية، مثل سريلانكا وباكستان ولاوس، ستكون عُرضة بشكل خاص للخطر.
تايوان في سطور
تتمتع بأهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة لكل من الصين والولايات المتحدة بشكلٍ خاص (الصين أكبر شريك تجاري بالنسبة لتايوان، والولايات المتحدة في مرتبة تالية لها) ولذلك هي مهمة في تأجج الصراع التجاري بين اقتصاد واشنطن وبكين.
وتمتاز تايوان باقتصاد السوق الحر، وتتمتع فيه الشركات الأجنبية بحرية أكثر في ظل بيئة استثمارية مماثلة للاقتصادات الكبرى، وتشكّل مجتمع أعمال يتميز بالشفافية والديمقراطية.
تايوان تنتج أكثر من 60% من أشباه الموصلات بالعالم ونحو 90% من أكثرها تطوراً، والتي من خلالها يتم تشغيل أجهزة الهواتف إلى السيارات والآلات الصناعية.
وتُعد تايوان أكبر مصنع للرقائق الإلكترونية حيث تستحوذ شركة TSMC التايوانية (التي تقدر قيمتها بـ 430 مليار دولار) على 65% من إنتاج الرقائق عالمياً.
تأثيرات ضارة
بدوره، توقع محمد مهدي عبدالنبي الخبير الاقتصادي، أن يؤدي تأجج هذا الصراع إلى اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية خاصة في قطاعات الإلكترونيات والسيارات والحوسبة، ما يتسبب في عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.
ورجّح أن تكون للصراع بين الصين وتايوان تأثيرات ضارة خصوصاً على المنتجين العالميين الرئيسيين لمكونات السيارات والمركبات مثل الصين والولايات المتحدة واليابان وألمانيا، فضلاً عن الاقتصادات التي تعتمد إنتاج السيارات بنسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي، مثل سلوفاكيا والتشيك وهنغاريا.
وأشار إلى أن هناك أيضاً خطراً من أن تنسحب بكين من محادثات إعادة التفاوض على الديون في الإطار الشائع لمجموعة العشرين، ما يعرض الدول الأخرى للخطر.
وأوضح أن الاستثمارات المباشرة إلى ومن تايوان ستتأثر مع وجود مخاطر محتملة لتدفقات وأصول أجنبية، بما في ذلك 127 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة.
وفي النهاية، قد يتسبب الصراع الأمريكي الصيني بشأن تايوان إلى اضطراب كبير في الاقتصاد العالمي ومن ثم زيادة مخاطر التضخم ونقص السلع الأساسية، ما يؤثّر على المدخلات الأساسية للبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المعدات الطبية والاتصالات بأغلب الدول.
للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا
ترشيحات:
مباشر (اقتصاد)
