فتاة التنين الأسترالية .. الفن المتطرف يخترق النفس ويغزو البدن

فتاة التنين الأسترالية .. الفن المتطرف يخترق النفس ويغزو البدن فتاة التنين الأسترالية .. الفن المتطرف يخترق النفس ويغزو البدن

اشترك لتصلك أهم الأخبار

لم يهدأ للفتاة الأسترالية أمبر لوك، والتى تبلغ من العمر 26 عاما، بال حتى أضافت المزيد من الوشوم المؤلمة تحت جلدها. وصارت الرسومات اللافتة تغطى جسمها كله من رأسها حتى أخمص قدميها، والتى بلغ عددها 600 وشم كان آخرها هذه المرة وشمًا يحمل كلمة «الموت» الذى أضافته على أصابع يديها .

وأصيبت أمبر، التى استحوذ مظهرها على اهتمام عديد من الصحف ووسائل الإعلام العالمية بعمى مؤقت استمر معها ثلاثة أسابيع، بعدما رسمت وشم «التنين الأزرق» على مقلتى عينيها، فى حين أن وشوم جسدها مستوحاة من رموز وطقوس تعبدية شيطانية .

فتاة التنين الأسترالية

وأنفقت أكثر من 120 ألف دولار على تعديلات «متطرفة» أضافتها إلى جسمها، والتى تشمل جراحة لشق لسانها كى يكون متشعبا، فضلا عن «زراعات سيليكون» فى أعلى الأذن لمنحها مظهرا صغيرا مدببا، غير أن هذا الوشم الجديد «المؤلم» لن يكون الأخير الذى تدقه أمبر على جسمها، حسبما أكدت صحيفة «الصن البريطانية ».

أمبر، التى أصيبت بالاكتئاب عندما كانت فتاة مراهقة، تحدثت عن تنامى إدمانها للوشم، أو حتى عن الألم الذى شعرت به وهى توشم مقلتى عينيها، والذى قالت عنه إنها شعرت كأنها تدلك شظايا زجاج بعينيها، غير أن ذلك لم يردعها عن الاستمرار فى إضافة مظهر متطرف لجسمها، حيث قامت بـ«سن» أسنانها حتى تحولت كلها إلى ما يشبه الأنياب .

ولكن لسوء حظها، تسبب مظهرها البديل فى إغلاق حسابها على موقع التواصل الاجتماعى إنستجرام ثمانى مرات .

كما أفلتت بصعوبة فى مطلع هذا العام من حكم بالسجن بتهمة الاتجار فى المخدرات، وذلك بعدما ضبطت الشرطة حقائب ماريجوانا وغيرها من أدوات المخدرات فى بيتها العام الماضى .

الوشوم تغطى جسدها من الرأس حتى أصابع القدم

فى حين وجدت محكمة بريسبين أنها جنت آلاف الدولارات من عقد صفقات مخدرات، ومن ثم تم الحكم عليها بالسجن ثلاث سنوات مع إطلاق سراح فورى مشروط .

لكن أمبر سارعت إلى تغيير حياتها من خلال الاستفادة من شهرتها على وسائل التواصل الاجتماعى، حيث أصبحت واحدة من رواد الأعمال وأنشأت شركة «دراجون بوكسيز»، والتى تخصصت فى بيع علب المجوهرات، والأظافر الصناعية «الشيطانية» وأحزمة «البيبى دول» ذات الأربطة الجذابة . ولا تشعر فتاة التنين بالندم على التحولات المشينة فى جسدها، ولكنها عبرت عن حبها لمظهرها وصورتها الحالية التى وصلت إليها .

الوشوم تغطى كل بوصة وشبر من جسمها: من جبهتها وشفتيها وخديها ومعصميها وذراعيها حتى حلمتى أذنيها تم مطهما حتى صارتا أطول مما كانتا عليه .

وكشفت أمبر، حسب تقرير لصحيفة ديلى ميل البريطانية، عن سبب تلقيبها بـ«التنين الأبيض ذات العينين الزرقاوين»، قائلة إن أصدقاءها هم من أطلقوه عليها، لأنها تشبه التنين بعينيها ولسانها المشقوق .

وأضافت أنها كانت ترى مظهرها قبل الوشوم باعثا على الملل، مؤكدة أنها ألهمت بأول وشم لها عندما كانت فتاة مراهقة، حيث استبد بها الشغف كى تجرب هذا الشعور، ومن ثم ظلت تدق المزيد من الوشوم حتى أصبحت عاجزة عن إحصائها .

وهناك أسباب عديدة تدفع البعض إلى رسم وشوم على الأجسام، فهناك أسباب دينية أو تراثية أو حتى تجميلية، كما يوجد وشوم تدل على الانتماء لجماعات بعينها سواء أكانت عقائدية أو إجرامية .

بينما يتم إجراء التوشيم من خلال إدخال صبغة تحت الجلد لرسم صور ورموز، حتى صار المهووسون بهذا «الفن المؤلم» والمرفوض اجتماعيا فى بعض الأعراف والمجتمعات التقليدية والمتدينة، يبتدعون أساليب جديدة ويتحينون الفرص لتحويل أجسادهم إلى لوحات فنية تخفى وراءها كثيرا من مشاعر الألم والخلفيات الاجتماعية «المؤسفة ».

ولم تكن حالة أمبر هى الأولى ولن تكون الأخيرة، فهناك على الطرف الآخر من الكرة الأرضية، وتحديدا فى البرازيل، حالة أخرى تكاد تتطابق مع مظهر أمبر، حيث ذاعت شهرة ميشيل فارو دو برادو، حتى صار يوصف بأنه «شيطان بشرى» مع الوشوم التى تنتشر فى جسده ووجهه والأنياب التى تشبه أنياب الخنزير البرى، وأحد الأصابع المفقودة فى يده ذات الأظافر الطويلة المدببة المطلية بالمانيكير .

وأكد برادو أن مظهره الذى آل إليه كان نتيجة لتحمله الطويل للألم ولم يبعأ بما يحدث له فى سبيل تطبيق ما يرغب من رسومات وتعديلات على جسده الذى حول ملامحه تحويلا جذريا .

ولا يقتصر الوشم على مكان أو زمان، لكنه يمارس منذ عدة قرون فى جميع أنحاء العالم، كنوع من العادات والتقاليد مثلما كان موجودا عن شعب الآينو، وهم السكان الأصليون لليابان، كانوا يقومون بوشم الوجوه كنوع من العادات والتقاليد . وينتشر الوشم حاليا عند الأمازيغ، وجماعة الماورى فى نيوزيلندا، والهوسا فى شمال نيجيريا، والعرب فى شرق تركيا، والبدو فى سوريا، وعند الأتايال فى تايوان. كما كان الوشم منتشرا على نطاق واسع عند الشعوب البولينيزية، وعند مجموعات قبلية فى الفلبين وبورنيو وجزر مينتاواى وإفريقيا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى وأوروبا واليابان وكمبوديا ونيوزيلندا ومايكرونيزيا بالرغم من بعض المحرمات والمحاذير التى تحيط به .

المصرى اليوم