أخبار عاجلة

«البنتاجون» يُحمِّل «الخارجية» الأمريكية مسؤولية الانسحاب الكارثى من أفغانستان

«البنتاجون» يُحمِّل «الخارجية» الأمريكية مسؤولية الانسحاب الكارثى من أفغانستان «البنتاجون» يُحمِّل «الخارجية» الأمريكية مسؤولية الانسحاب الكارثى من أفغانستان

اشترك لتصلك أهم الأخبار

لا يزال الانسحاب الأمريكى من أفغانستان يلقى بظلاله على الإدارة الأمريكية، وسط تبادل للاتهامات بين وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» ووزارة الخارجية، بسبب المسؤولية عن فوضى الانسحاب فى الأيام الأخيرة، وما تزامن معها من مقتل عشرات المواطنين الأفغان و13 جنديا أمريكيا فى هجوم لتنظيم «داعش».

وألقى رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلى، باللوم المباشر على وزارة الخارجية الأمريكية فى عملية الإجلاء من أفغانستان، والتى وصفها بالفاشلة، وقال «ميلى»، فى إفادة سرية مع أعضاء مجلس الشيوخ، أمس الأول، إن المسؤولين فى وزارة الخارجية «انتظروا وقتاً طويلاً» ليأمروا بالخروج من مطار كابول.

بينما شن أعضاء مجلس النواب الأمريكى من الجمهوريين هجوما لاذعا على دفاع الرئيس الأمريكى جو بايدن عن انسحابه من أفغانستان، وانتقدوا بشدة تقديره للأمور ونزاهته خلال جلسات بالكونجرس احتدم فيها الجدل مع قادة وزارة الدفاع، وطالب نواب جمهوريون فى الكونجرس بإجراء مساءلة بشأن خروج إدارة بايدن الفوضوى من أفغانستان، بما فى ذلك عدم إجلاء الآلاف من الحلفاء الأفغان المعرضين للخطر والمغادرة دون إجلاء جميع الأمريكيين، ودعا نواب جمهوريون كلا من الجنرال مارك ميلى، ووزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتونى بلينكن، ومستشار الأمن القومى للبيت الأبيض جاك سوليفان، وحتى الرئيس بايدن إلى الاستقالة. وقال النائب الجمهورى مايك روجرز فى لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، بعد الاستماع إلى الجنرالات: «علينا أن نعترف بأن وزارة الخارجية والبيت الأبيض هما المتسببان فى هذه الكارثة، وليس وزارة الدفاع».

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أرجأت الإجلاء بأمر من الرئيس بايدن بعد أن حذر الرئيس الأفغانى السابق أشرف غنى من أن إجلاء الحلفاء الأفغان مسبقا من شأنه أن يدمر الروح المعنوية للجيش الأفغانى، ويؤدى إلى انهيار .

وكان بلينكن أول مسؤول كبير من إدارة بايدن يدلى بشهادته أمام الكونجرس بشأن أفغانستان، وواجه انتقادات حادة ودعوات للاستقالة من عدة نواب جمهوريين.

وقال كبار المسؤولين فى وزارة الدفاع الأمريكية إن سيطرة طالبان على أفغانستان ترجع بصورة أساسية إلى الاتفاق الذى وقعته إدارة الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ، مع حركة طالبان، فى الدوحة، فى فبراير 2020، والذى حدد موعدا نهائيا لسحب القوات الأمريكية.

وأشار وزير الدفاع الأمريكى، لويد أوستن، إلى أن اتفاق الدوحة ساعد طالبان على أن تصبح «أقوى»، وقال إنه مع التزام الولايات المتحدة بإنهاء الضربات الجوية ضد طالبان، صار اتفاق الدوحة يعنى أن الجماعة الإسلامية «أصبحت أقوى، وقد زادت عملياتها الهجومية ضد قوات الأمن الأفغانية، وكان الأفغان يفقدون الكثير من الناس أسبوعيا».

وتحدث مسؤولو وزارة الدفاع أثناء جلسة للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، قال فيها الجنرال مارك ميلى، رئيس هيئة الأركان المشتركة، والجنرال ماكنزى إن توصياتهما قبل الانسحاب الكامل فى أغسطس الماضى، تضمنت ضرورة الإبقاء على قوة قوامها 2500 جندى. وقال الجنرال مارك ميلى إن سيطرة طالبان على أفغانستان ستجعل من الصعب حماية الأمريكيين من الهجمات الإرهابية، واصفا الجماعة بأنها منظمة إرهابية «لم تقطع علاقاتها مع القاعدة».

وبدوره، قال الجنرال فرانك ماكنزى، قائد القيادة المركزية الأمريكية، إن هذا الاتفاق كان له «تأثير ضار حقا» على الحكومة الأفغانية والجيش، وأضاف ماكنزى أمام مجلس الشيوخ الأمريكى «أن اتفاق الدوحة كان له تأثير نفسى قوى على الحكومة الأفغانية لأنه حدد موعدا يمكن للأفغان أن يتوقعوا فيه انتهاء كل المساعدات المقدمة لهم»، وقال إنه ظل مقتنعا «لفترة طويلة» بأنه إذا خفضت الولايات المتحدة عدد مستشاريها العسكريين فى أفغانستان إلى أقل من 2500، فإن الحكومة الأفغانية والجيش سينهاران، موضحا أن تخفيض عدد القوات الذى أمر به بايدن، فى إبريل الماضى، بعد اتفاق الدوحة، كان بمثابة «المسمار الأخير فى النعش».

واستمر بايدن فى تطبيق خطة الانسحاب من أفغانستان بعد انتخابه رئيسا، لكنه أجل موعد الانسحاب النهائى إلى 31 أغسطس بدلا من مايو الماضى، وجاءت تصريحات المسؤولين العسكريين أثناء الإدلاء بالشهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب.

وبالإضافة إلى تحديد موعد للانسحاب، تضمن اتفاق الدوحة كذلك التزامات عامة على طالبان باتخاذ إجراءات لمنع جماعات مثل القاعدة من تهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.

وفى كابول، قال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن الحركة «أعطت ضمانات للعالم بأن الأراضى الأفغانية لن تكون مصدر تهديد ضد أى دولة، بما فى ذلك الولايات المتحدة»، وأضاف مجاهد: «نحن ملتزمون باتفاق الدوحة بين إمارة أفغانستان الإسلامية والولايات المتحدة، نريد أن يلتزم الأمريكيون وحلفاؤهم بالاتفاقية، وبدلا من الإدلاء بتعليقات سلبية، سيكون من الأفضل لهم اختيار طريق الدبلوماسية والتعاون».

وفى الوقت نفسه، ذكرت وزارة الخارجية الإماراتية، أمس، أن مجموعة من المواطنين الأمريكيين وأصحاب الإقامة القانونية الدائمة الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان غادروا الإمارات، فى طريقهم إلى الولايات المتحدة، بعد توقفهم هناك لفترة مؤقتة للتحقق من هوياتهم. وقالت الوزارة: «اكتمل فحص هؤلاء الركاب وغادروا بالفعل إلى الولايات المتحدة على متن طائرة تجارية تابعة للاتحاد للطيران».

المصرى اليوم