أول شهيد في حرب أكتوبر : استشهدت شقيقته خلال العدوان الثلاثي فقرر الثأر لها ...

لم يكُن حماس الشهيد، عُمر الفرك، يقل عن آلاف المقاتلين في الجبهة، الذين انتظروا لحظة العبور طيلة 6 سنوات، لكن عمر تربى في الإسماعيلية، وفقد شقيقته الصغرى التى لم تكمل العامين، وكان عُمره عشر سنوات وقتها، حيث استشهدت أثناء العدوان الثلاثي على ، وتحديدًا خريف 1956، وبعد قصف من إحدى طائرات العدو، كان وجه أخيها عُمر هو آخر ما رأت عيناها، حيثُ ألقى بنفسه فوقها يحتضنها ويُقبلها، كانت قد رحلت.

بدأ ثأر عُمر لشقيقته الصغرى يتخذ مسارًا آخر، حيثُ ظهر في حماسة شديدة، فهو متفوق رياضيًا، بصورة لفتت إليه الأنظار، وساعدته فيما بعد على الالتحاق بالمعهد العالي للتربية الرياضية، ثُم التحق بإحدى كتائب المشاة، وأظهر تفوقًا في الرماية مما دعا القائد إلى أن يمنحه ترقية إلى رتبة التعريف.

وفي حرب أكتوبر، وتحديدًا يوم 6 أكتوبر، وقبل ساعة الصفر، كان الجو هادئًا، الجنود في حالة استرخاء تمامًا، والصورة تبدو للجانب الآخر غير مزعجة ولا تثير القلق، لكن عُمر اختار الشهادة، بعد تصديه للنيران، بعد عملية فدائية، تصدّى فيها بجسده حتى يحمى زملاءه، وتم فيها سقوط النقطة القوية، شمال البلاح في اليوم الأول للقتال.

وعن كواليس العملية الفدائية، تذكُر الكاتبة، منال نور الدين، في كتابها الصادر عن الهيئة العامة المصرية للكتاب، «الشهيد»، أنّ الوقت كان يمُر، ومع كل ثانية، كان الإيقاع يختلف عمّا قبل، وتبدلت الحال سريعًا، واستعدت المركبات البرمائية والقوارب وجميع الأسلحة لتأخُذ مرابضها، وبدأ أزيز الطائرات يعلن ساعة الصفر، لتحقيق النصرة، وبعدها استعدت مجموعات من المهندسين العسكريين لاقتحام الثغرات، وتحركت مجموعتان منهم بالقوارب المطاطية، لفتح ثغرة للاختراق في الأسلاك وحقول الألغام على الساتر الترابي باستخدام الطوربيد.

وتحت وطأة نيران العدو، استطاعت أن تصل إحدى المجموعتين إلى البر الشرقي، وجاء موعد عبور مجموعات الاقتحام والتأمين، ولم يكُن هناك حل سوى استخدام الألغام بعد تشكيل مجموعة فدائية لفتح الثغرة بطريقة يدوية، وتقدّم 5 من الأبطال للقيام بهذه العملية، ودخلوا في معركة مع الأسلاك الشائكة المصنوعة من الصلب، استمرت 3 ساعات باستخدام المقصات اليدوية.

وتعرّض من قاموا بالعملية لتمزيق الأيدي والأجساد، إلا أنّ المهمة تمت بنجاح وتم الوصول إلى الساتر الترابي، وهُنا ظهرت مشكلة جديدة، وهي السلك المسطّح العلوي، لأنه مكشوف للقوات المتمركزة في النقطة الحصينة، وباستخدام الألغام والقنابل تم فتح ثغرة إلى القمة.

وفي المقابل، بدأت القوات الإسرائيلية توجّه ضربات عنيفة، وكان البطل، الرقيب عُمر الفرك، يرتمي بجسده على السلك، وألقى بجسده فوق الممر، حتى تعبر فوقه موجات العبور وزملاؤه إلى داخل النقطة الحصينة، وبالفعل تقدّمت 3 مجموعات اقتحام، فكشفها العدو على الفور، وسلّط عليها نيران رشاشاته بكثافة وعنف.

 

معلومات الكاتب

رئيس قسم الأخبار